المشكلة الحقيقية والخطرة التي أرى انها يمكن أن تزلزل استقرارنا وتلاحم شعبنا، ما يقال تحت قبة البرلمان وفي اللقاءات والمنتديات وبعض تصرفات أعضاء مجلس الأمة المستفزة ومن يؤيدهم باستفزاز مشاعر أهل الكويت وينفث سموم الفتنة والطائفية بين أبناء الشعب الكويتي، كذلك هناك مشكلة تكمن في التنشئة الأسرية لبعض الأسر حين يدس الآباء عن قصد أو غير قصد نعرات طائفية أو قبلية أو أفكارا متطرفة في نفوس أبنائهم.
في الآونة الأخيرة بدأت هناك شوشرة من بعض أفراد المجتمع الذين يدعون إلى الطائفية والعنصرية والقبلية، وبعد أن ارتفعت أصواتهم رغم أنهم قلة قليلة، هاهم الوطنيون اليوم يرفعون أصواتهم ليسكتوا أصوات كل الطائفيين والقبليين من كل الجهات، هؤلاء الوطنيون بدؤوا حراكهم الوطني من أجل منع حدوث مالا يحمد عقباه، وطنيون يؤمنون بأنه لا سبيل للعيش بأمان إلا بالتعايش السلمي واحترام مشاعر الآخرين، لنرجع للتاريخ ومثال على ذلك الغزو العراقي على الكويت الذي أكد بما لا يدع مجالا للشك او محاولة بناء صراعات بين أطراف الشعب، انه لا يوجد هناك فرق بين سني وشيعي، حضري وبدوي فكلنا تحت راية الكويت، وهناك حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق التي هزت الكويت وأحزنت أهلها أميرا وحكومة وشعبا، وهناك قضايا كثيرة مثيرة أثبتت أن الكويتيين كانوا يدا بيد وليس هناك تفرقة بين أفراد المجتمع لأن كلنا عيال هالديرة الأصيلة (الكويت).
التركيبة البشرية في الكويت غير مبنية على أساس طائفي أو قبلي منذ بداية تأسيسها وغير مهيأة لذلك أصلا، فقد شاركت الطوائف جميعها في صناعة القرار السياسي، وساهمت في وضع آلية الحكم، وعملت جميعها على إنشاء المؤسسات المدنية هذا التأسيس للتركيبة البشرية الذي أدى إلى تداخل في جميع فعاليات الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فحصلت تحالفات وشراكات وأنشطة مشتركة بين أبناء هذه الطوائف.
في النهاية المطلوب منا جميعا أن نقف ضد من يحاول أن يخلق الفتن بيننا حتى لا تتحول إلى سيل جارف لا يمكن السيطرة عليه، كما لرجال السياسة أيضا وخصوصا الشخصيات البرلمانية دورا وطنيا مهما، وما نأمله هو ألا تتحول قبة البرلمان إلى ساحة للصراعات حول الطائفية أو القبلية كما حدث في السابق.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.