ليس للنشاط المتواصل في الفترة الأخيرة لبعض أو، في الواقع، أغلب أعضاء جماعة المعارضة الجديدة، ليس لهذا النشاط أي معنى سياسي غير حقيقة كونه محاولة محمومة للالتحاق بالقافلة والانضمام المتأخر لمسيرة «الصوت الواحد». ليس مصالحة وليس إعادة تفاهم وحوار، كما يحاول من التقى صاحب السمو من جماعة المعارضة الإيحاء به. لقاء البعض من المعارضة بحضرة صاحب السمو لقاء روتيني في العرف والتقاليد الكويتية، ولقاء متوقع وعادي بحكم طبيعة وسماحة صاحب السمو، ويجب ألا يعطى أكبر من حجمه ودلالاته، كما يحاول بعض المعنيين بالعودة إلى المسار العام أن يضفي عليه.
جماعة المعارضة مثل أي جماعة سياسية في العالم العربي المتخلف وضعت، ولا تزال تضع، نصب عينيها الوصول إلى السلطة السياسية، وامتلاك القرار السياسي. ولهذا، اختلفت مع السلطة «الواقعة». ولهذا، تسعى اليوم إلى إعادة الانضمام لهذه السلطة وترميم الجسور التي قطعتها معها بعد أن فشل مشروعها السياسي.
وكعادة القوى السياسية المتخلفة عندنا، فليس للناس أي اعتبار عند هذه القوى. فلم يكونوا ولا مصلحتهم الهدف في البدء. لهذا، لم يكونوا في النهاية. اختلفت المعارضة الجديدة مع السلطة بالأمس.. تقدم الاعتذار للسلطة اليوم.. ولا عزاء للناس أو للضحايا المادية والبشرية لمغامرة المعارضة الجديدة البائسة.
لقد ذهب ضحية لمغامرة المعارضة الجديدة ولتخبطها السياسي الكثير من الضحايا، شباب أبرياء تعطل مستقبلهم، ومشاريع إنمائية تاريخية علقت أو أحبطت، وسلطات كالسلطة القضائية تم النيل منها وإسقاط هيبة كبار مسؤوليها ومستشاريها. اليوم ببساطة تقدم هذه المعارضة الاعتذار والتوسل للسلطة، ممثلة في حضرة صاحب السمو، بينما تغض النظر تماماً عن أخطائها وعن الضحايا الذين خلّفتهم هذه الأخطاء.
مع أن الاعتذار لصاحب السمو واجب وضروري، إلا أن صاحب السمو ليس بحاجة إلى مثل هذا الاعتذار. فالمعارضة كانت هي الضحية وهي الخاسر في العلاقة التي اختارت مسارها. الذي بحاجة إلى اعتذار وإلى تفسير وشرح للاخطاء التي ارتكبت هم الناس، عامة الكويتيين الذين تضرروا بسبب حماقة المعارضة، وقبلهم الأفراد الذين انجرفوا خلف شعاراتها وطروحاتها الفارغة.
على قيادات جماعة المعارضة أن تعتذر للناس، وقبل هذا أن تعتذر للسلطة القضائية وأن تقدم توضيحاً وشرحاً لأخطائها وتعهداً بتجاوز هذه الأخطاء وتجنبها في مساراتها السياسية القادمة.