يقول صديق إنه فوجئ بتلقي دعوة من مدير المعهد «العلمي» الذي التحق به أخيراً تطلب منه الذهاب، اليوم الثلاثاء، لمبنى محدد لتقديم التهنئة له بعيد الفطر لمدير المعهد، وأثناء ساعات العمل. والدعوة لجميع الموظفين!
نقل استغرابه لغيره، فقيل له إن هذا المدير، الذي يدور لغط كبير حول طريقته غير التقليدية في التصرف بأموال المعهد، كان يقوم في السنوات الماضية بالاحتفال بهذه المناسبة بطريقة مختلفة، حيث كان يدعو «ثلة» من رجال الدين لإلقاء محاضرات «غير علمية»، بالمناسبة السعيدة. كما كان ينهي المحاضرات ببوفيه كريم ومتنوع. ولكن بسبب ما اتهم به من تبذير للأموال العامة، وخضوعه للمساءلة، فقد أوقف تقليد استضافة رجال الدين وألغى البوفيه، ولكن ربما لم تسمح له نرجسيته أو فضوله بمعرفة مدى ولاء موظفيه له، على تلقي التهاني بالعيد! وطبعاً لم يتبرع أي من رجال الدين بالمشاركة في هذه المناسبة، ببلاش.
المهم، وطبقاً لعاداتنا وتقاليدنا، لا يزال هذا «المسؤول» على رأس عمله «العلمي»!
***
كشف مسؤولون أميركيون، يوم الخميس الماضي، أن المسلح الذي قتل أربعة من مشاة البحرية بولاية تينيسي ربما قام بعمله بإيعاز من تنظيم الدولة الإسلامية، أو من جماعة متشددة مماثلة، وأنه يدعى محمد يوسف عبدالعزيز، ويبلغ من العمر 24 عاماً، وأنه حصل على الجنسية الأميركية أخيراً، وهو من مواليد الكويت، وتركها عام 2010.
منذ خالد شيخ محمد، إرهابي تنظيم القاعدة، والعقل المدبر لـ«غزوة» الحادي عشر من سبتمبر على أميركا، مروراً بعشرات غيره، ووصولاً لمحمد يوسف هذا، نلاحظ بوضوح كم كان، ولا يزال، لطرق التربية والتعليم في الكويت، من مناهج ومدرسين، من تأثير تخريبي على فكر الكثير من المواطنين والمقيمين ممن تلقوا تعليمهم في الكويت، التي عملت كحاضنة لتشكيل فكرهم الإرهابي!
ومع هذا لا يزال بعض السذج، أو من أصحاب المصلحة السياسية الدينية، يطالبون كبار المسؤولين بعدم تحديث طرق التربية والتعليم في الكويت وإبقاء الوضع على ما هو عليه.
***
وفي ظاهرة غريبة ثالثة، كتبنا عنها مراراً، وتعلّقت بما سبق أن طالب به مدرس يعمل في جامعة الكويت، ومن خلال مختلف وسائل الإعلام، أثناء مباركته لما قام به مسلحو تنظيم داعش من نحر لرقاب مئات الأسرى العراقيين الشيعة، الذين وقعوا في أيديهم، ومطالبته التنظيم بترك عشرة منهم ليستلذ شخصياً بنحرهم بيديه. ولا تزال المكاتبات تنتقل بين مكتبي وزير الداخلية ووزير التربية في ما يتعلّق بكيفية التصرف معه.
أثناء ذلك لا يزال هذا الشخص على رأس عمله، مستمراً في عمله الطائفي المخرب!