عندما تضيق بي الحياة و تُصبح كُل أبواب العِباد مُغلقه في وجهي ألجأ إلى رب العِباد الذي لا حاجب يمنعني عنه و بعد أن تهدأ نفسي أذهب إلى حساب في تويتر لِـ رجل مشهور جداً ، في حسابه لا شيء تجد مما قد تتوقع عن شخص بِحجم شهرته ، هذا الحساب للأمير خالد بن طلال فيه يتجرد من كُل شيء فيه شهره و إماره و غِنى مال و غيره و ترى خالد بن طلال الأب ، خالد بن طلال العبد الصابر المُحتسب ، خالد بن طلال المُنتظر و بِكُل شغف و حُب لحظة عودة إبنه “الوليد” له ، عشر سنوات و “الوليد” في غيبوبه في المستشفى ، عشر سنوات و هذا الأب ينتظر و يدعوا و يرجوا و يتوسل الله قولاً و عملاً من أجل عودة إبنه ، عشر سنوات و يداه تُلامس جسد إبنه المُسجى أمامه في إنتظار لحظة “يبه أنا وين” ، عشر سنوات مُمتلئه حب و دفء و أمل ، عشر سنوات و الأمل يُولد صباح كُل يوم بعودة “الوليد” لحضنه ، عشر سنوات حتى أصبح المُستشفى سكناً ، عشر سنوات و خالد بن طلال الأب يزداد قوه و صلابه في مواجهة هذا الإبتلاء ، أصبح قلب الأمير كـ ميناء يستقبل كُل سُفن العالم لكنه لن يحتضن سوى سفينه واحده يقضي عمره في إنتظارها ، خالد بن طلال يصنع مدرسه للصبر في زمن قَلَّ فيه الصابرين ، خالد بن طلال يُثبت لنا أن الناس في الحُب سواء و في الوفاء و في كُل شيء ، خالد بن طلال شاركنا حُبه لإبنه منحنا فُرصة أن نُحب إبنه معه و ندعوا له معه و نُشاركه أمله ، و أن نُشارك كُل المُنتظرين بعودة غائبيهم آمالهم ، حتى أمي أصبحت تسألني “بَشّرْنِي عسى ولد الأمير تعافى” ، أخيراً .. اللهم رُد الوليد إلى أبيه و سائر مرضى المُسلمين ..