عندما أعلنا الاسبوع الماضي عن إقامة معرض «فرانچايز اكسبو» في دبي ديسمبر المقبل، اضطررنا للسفر سريعا الى «دار الحي» لاتمام بعض التفاصيل المهمة مع الجهات الرسمية هناك.. لم نكد نفرغ من عملنا حتى ضربنا الجوع الشديد فتوجهنا من فورنا للفطور في أحد المجمعات الجديدة بدبي، كان المكان أشبه بمقبرة من الأشباح، حيث خلت جميع المطاعم تقريبا من الناس على الرغم من أن أذان المغرب شارف على التكبير.. وفي خضم هذا الهدوء الكئيب كان هناك حشد بشري من مختلف الجنسيات يتراصون خلف باب مطعم خشبي ينتظرون إشارة شيء ما.. وما ان فُتح الباب حتى اكتظ جميع الناس إلى الداخل، وبقي الكثيرون في الخارج ينتظرون دورهم! تملكتني السعادة الغامرة والفخر الشديد وانا اقرأ اسم المطعم «سلايدر ستيشن» لصاحبه الكويتي الشاب باسل السالم، الذي عرف كيف يكتسح السوق الاماراتي على الرغم من المنافسة العالمية الطاحنة في دبي (ما شاء الله)! ولو أجرينا الآن أيها السيدات والسادة عملية مسح سريعة على المشاريع الكويتية في السنوات الخمس الماضية لوجدنا ان مئات المشاريع المنزلية والصغيرة ظهرت بشكل عجيب ولافت، ثم اختفت فجأة على الرغم من أن كثيرا منها يحمل مقومات النجاح.. لماذا؟ هل سنعيد مطالبات «فيلم اسمعني»: غلاء الايجارات، جنون الخلوات، صعوبة استقطاب العمالة، استحالة القروض لأغلب المشاريع الصغيرة، وغياب الدعم الجاد والحقيقي، والموت عند استخراج التراخيص الحكومية؟! لن نعيد.. ولن نزيد! فالحياة تمضي وسنطرق أبوابا جديدة ، فتلك المشاريع الكويتية الشابة والرائعة بأَمَسْ الحاجة اليوم إلى جهات استثمارية قوية وعالمية تؤمن بافكارهم، وتدعم استمرارهم وانتشارهم، وتتوسع معهم في مشاريعهم بالداخل والخارج.. ومن هنا ولدت فكرة «فرانچايز اكسبو» الذي سنقيمه في دبي ديسمبر المقبل، وسيكون مختصا فقط «بالمشاريع الكويتية» بمختلف أنواعها وفئاتها وأحجامها.
وقد اخترنا دبي مقرا للمعرض لثلاثة أسباب رئيسية: أهمها أن جميع الشركات العالمية تتخذ من دبي مقرا رئيسيا لها بالمنطقة، مما سيسهل دعوة أصحاب القرار والمديرين لحضور المعرض.. اما السبب الثاني أن دبي لا تملك تعقيدات دخول الاجانب إلى بلادها أبدا، فلا يوجد فيزا او اقامة او كفيل ولا هم يحزنون، ولن نجد حرجا في دعوة رجال الأعمال والتجار الاجانب الذين لا يملكون مكاتب في دبي.. وأخيرا، فدبي يعيش على أرضها خليط رائع من جنسيات مختلفة من الصين الى الهند وأفريقيا وجنوب أميركا وأوروبا وغيرها.. وهم شغوفون لرؤية وتجربة كل ما هو جميل وجديد، واكبر دليل ذلك النجاح العظيم الذي حققه المطعم الكويتي «سلايدر ستيشن»!
أيها السيدات والسادة، إن نجح هذا المعرض في تحقيق أهدافه فسنجد حينئذ انطلاقة اقتصادية عظيمة لجيل جديد من الكويتيين.. إننا نؤمن ايمانا قاطعا بان الكويتيين «ما هم هينين»، بل استثنائيون، ويملكون فكرا ملهما، وإبداعا خلاقا، ومقومات خطيرة تميزهم عن باقي دول المنطقة: هم بانتظار تنوع الفرص، وإيجاد المستثمرين والممولين المناسبين، والتخلص من الدورة المستندية القاتلة، والانطلاق الى سوق العمل العالمي: انه «فرانچايز اكسبو».. انتظرونا!
آخر مقالات الكاتب:
- كيف باعوا «شبابنا بالسجون».. برخص التراب؟!
- عبد الرحمن السميط.. المسلم الحقيقي!
- أبوي.. جاسم الخرافي
- عبيد الوسمي.. الذي احترمته أكثر!
- مَنْ «صَنَعَ».. عبدالحميد دشتي؟!
- لماذا اجتاح «الإلحاد».. الكويت؟!
- مسلم البراك..«يبي يسجني؟!»
- الشيخ سعد العبدالله.. لم يمت!
- الإلحاد.. وناصر القصبي!
- لماذا سنقيم «فرانچايز اكسبو».. في دبي؟!