في كل عام وبالأخص بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك تمر علينا ذكرى يوم القدس العالمي اليوم الذي أسسه ودعا له الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني (رض) بعد أشهر قليلة من عودته من المنفى لإيران وإنتصار الثورة الإسلامية أي في العام 1979م مما يؤكد على أهمية هذه القضية ومركزيتها بالنسبة له .
وقد حث الإمام الراحل المسلمين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية بل والعالم بأسره لإحيائه ولجعله يوماً لنصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين ، وبالفعل لبت الشعوب الحرة هذه الدعوة بالخروج سنوياً وبالملايين للشوارع لإحيائه لأن القدس نبض قلوبهم وهي رمزٌ لمواجهة الإستكبار في كل الساحات .
وتمر علينا هذه الذكرى في هذا العام لتعيد بوصلة الأمة من جديد للقدس الشريف بل لكل فلسطين بعد ان انشغل العالم بخلافاته الجانبية في السنوات الأخيرة ، والتي اخترعها الاستكبار العالمي لإشغال المسلمين عن فلسطين و جعلها قضية هامشية خدمةً للكيان الصهيوني الغاصب .
فاليوم تعود ذكرى يوم القدس العالمي وقد تكالبت قوى الاستكبار على اغلب الدول التي ساندت ووقفت مع الحق الفلسطيني لا سيما سوريا المقاومة والعراق واليمن والبحرين وغيرها من الساحات ، فلو نظرنا لسوريا المقاومة على سبيل المثال لرأينا كيف قام العدو بإنشاء عدد من العصابات التي تدعي الحرية (كالجيش الحر) و أخرى تدعي تبني الاسلام ونهج القرآن (كالنصرة وداعش) وهي بعيدة كل البعد عن الحرية والدين ، وزرعها في سوريا كعقاب لما قامت وتقوم به من دعم ايوائهم وتدريب لكل حركة تقاوم العدو الصهيوني، وهذا يدل على اهمية سوريا بالنسبة لفلسطين و القدس .
واليوم كما في كل عام نظرنا للشعوب الحرة واذ بها تخرج عن بكرة ابيها لتعيد القدس للواجهة وتوجه فوهات العداء له وللشيطان الأكبر أمريكا ، وتصفع كل عميل على وجهة وتقول له ان كنت تريد الجهاد فهاهي ابواب فلسطين مفتوحة .
ختاماً نقول ان يوم القدس العالمي لم ولن يكن يوماً خاصاً بالمسلمين، بل يوماً عالمياً لكل المستضعفين ، ولعل في ذلك إشارة إلى إعطاء الإمام بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل، وهذا ما عبر عنه الإمام والذي سيتضح دلالات سنوياً .