للتعرف على حقيقة المنظمة الإجرامية المسماة زورا وبهتانا بـ «الدولة الإسلامية» ـ يجب ان نطرح بعض التساؤلات ونحاول الإجابة عنها لنفهم سلوك وفكر «الدواعش».
هل داعش ضد الطائفة الشيعية فقط؟ ولذلك تفجر مساجدهم ودور عبادتهم وآخرها مسجد الصوابر في الكويت؟
وما موقف «داعش» من الطائفة السنية؟
ما زلنا نتذكر أصوات الاستغاثة التي أطلقتها القبائل السورية السنية على الفضائيات اثناء تعرضها لحملة الإعدامات الجماعية التي نفذها تنظيم داعش ضدهم.
وأيضا في العراق لم يختلف الوضع كثيرا ـ فالطائفة السنية كانت ولا تزال بين سندان داعش ومطرقة متطرفي الحكومة الطائفية حرب «كر وفر» ضحيتها ابناء القبائل في المحافظات السنية.
بل حتى في السعودية دولة الإسلام السني ـ لم تسلم مؤسساتها ولا مواطنيها من الطائفتين من جرائم «داعش» المستمرة ضد الدولة والمجتمع.
كل ما سبق ـ هو تعداد بسيط لضحايا تنظيم الدولة (داعش) من المسلمين فقط، ولكن ماذا عن الضحايا من غير المسلمين؟
ربما كانت الطائفة الايزيدية ابرز ضحاياه في العراق فقد قتلوا رجالهم وسبوا نساءهم.
أما أهل الكتاب من الديانة المسيحية فقد هجروا من ديارهم وصودرت ممتلكاتهم.
«داعش» منظمة ارهابية لا دين لها ولا وطن ـ ضد المسلمين بكل طوائفهم وضد كل الديانات وكل دول العالم، هذا ما يؤكده سلوكها، «داعش» مختلفة مع الجميع، تعتقد أنها وحدها من يحتكر الدين وغيرها مجرد كفرة يجب قتالهم.
ختاما، «داعش» منظمة إجرامية كالمافيا تتخذ الدين غطاء لها وهي تستهدف فئة الشباب لأنهم الأكثر حماسا والأكثر جهلا بالعلوم الشرعية، وخصوصا الذين يعانوا من البطالة ومن سوء الأحوال المعيشية، لذلك يجب تحسين المعيشة لكل فئات المجتمع لكى لا يقعوا ضحايا لهذا التنظيم.
ملاحظة أخيرة: الداعشيون الجدد حول العالم هم من الشباب الذين لم يتلقوا تعليما شرعيا بل تخرجوا من تخصصات بعيدة عن الدراسات الشرعية ويأتون من مجتمعات ذات صبغة علمانية، يجهلون تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، يتلقفهم هذا التنظيم الإجرامي ليحولهم الى مجرمين.
إذن، يجب الا نلقي باللوم على مناهجنا الدراسية او مجتمعاتنا المحافظة، بل ربما لو عملنا على زيادة الجرعة التعليمية للإسلام الصحيح في مناهجنا وإعلامنا لأمكننا ان نردع الداعشيين من خداع الشباب باسم الإسلام.