هلا والله باليونانيين، سبعمئة مليون هلا بالإغريقيين، أهل التاريخ، أهل الحضارة التي لم تمت، أهل الفلسفة، أو الهرطقة، كما كان يسميهم أسلافنا في العصور الوسطى.
وبما أن الإغريقيين رفعوا الـ”لا” في وجه شروط الإذلال، كما سماها الحزب اليساري الحاكم، إذن سيخرجون من الاتحاد الأوروبي، وقد يبيتون في العراء، وقد لا يجدون ما يسدون به رمقهم قبل النوم، وقد يبيت أطفالهم بلا حليب، ولا بلي ستيشن، وقد وقد وقد…
لذا أقول لحزبهم الحاكم نيابة عن العربان: ما الذي يغريكم في أوروبا؟ تعالوا عندنا في جامعة الدول العربية، ستجدون حياة أخرى لم تحلموا بها من قبل، ولم تخطر على بالكم حتى في أحلامكم.
تعالوا عندنا، وستتوارثون الحكم بلا صناديق اقتراع، ولا كاني ولا ماني. تعالوا عندنا وسيحصل كل معارض لسياساتكم على ألقاب أولمبية لا حصر لها؛ خائن، عميل، يكره جيشه ووطنه، عضو مؤسس في الفئة الضالة الباغية، إرهابي يتعامل مع داعش، ديوث… وألقاب أخرى أطول من أذن الحمار.
تعالوا إلينا، وانسوا أنكم أحفاد أول من اخترع مصطلح” الديمقراطية” في هذا الكوكب. تعالوا وسأضمن لكم أن يسقط حنك كل منكم، دهشة وذهولاً، وهو يرى الشعب يتحول، بلمح البصر، من غاضب يعارض سياساتكم، إلى مخبر يرشدكم إلى أماكن اختباء المعارضين.
تعالوا إلى جامعة الدول العربية، حيث لا تصرفون الأموال على الشعب، بل على أجهزة التجسس والتنصت والتعذيب وبناء السجون والأقبية المظلمة… وهي أمور لا ترهق الميزانية.
تعالوا، وابشروا بالثراء الفاحش، وانتفاخ الأرصدة، مادمتم على رأس السلطة، وفوق ذا، ابشروا بالمديح الذي لا ينقطع، في فضائيات الدولة وصحافتها وشوارعها ومؤسساتها. تعالوا ليهتف شعبكم في الشوارع: “بالروح بالدم نفديك يا الحزب الحاكم”. تعالوا فالحياة هنا فٓلّة.
هلا والله بالإغريقان… يا هلا يا هلا يا هلا… الدلة يا ولد.