يقال إن صدور الرجال صناديق مقفلة وهذا الكلام فيه من المصداقية الشيء الكثير باستثناء القلة النادرة منهم الذي لا يكتم شيئا حتى لو كان أمرا محرجا له، ولكن هناك طريقة واحدة ستعرف من خلالها ما في صدر هذا الشخص لك.
فمن خلال طريقة سلام أي شخص لك ستعرف مقدار حبه أو معزته لك، ولكن عليكم أن تنتبهوا لطريقة سلامهم فحين يسلم عليك شخص بطريقة ما وتختلف في كل مرة فهو متذبذب في سلامه، بل قد يكون لا يريد السلام ويجاملك فقط.
ولتبسيطها فإنني سأشرحها بطريقة أبسط، فحين يقوم شخص بالسلام عليك ويقبل رأسك حين يجدك وحدك ولا يشاهدكم أحد وعليك أن تنتبه منه إن كانت طريقة السلام أمام الآخرين قد اختلفت فكن على حذر منه فهذا الشخص قد فتح صدره لك وهو لا يعلم وما كانت طريقة سلامه حين يجدك منفردا إلا رياء للتقرب منك.
فمن يستحي من طريقة سلامه الخاصة التي يتقرب بها منك بالسر ويغيرها أمام الآخرين فهذا الشخص أحد أمرين فإما أن يكون عدوك ويطلب الثقة منك أو أنه يستغفلك ليأخذ منك ما يريد من مبدأ «امدح الخبل وخذ عباته» فانتبهوا منهم، فحالهم حال من يخطأ عليك أمام الآخرين ويحاول أن يعتذر لك فيما بينكما.
أدام الله من كان صادقا في سلامه ومشاعره في أي مكان، ولا دام من يغيرها من مكان إلى مكان ليضحك بها على من يتقرب منهم.