المتابع لردة فعل سمو الأمير المفدى منذ اللحظات الأولى التي أعقبت جريمة الاعتداء الآثم على المصلين يوم الجمعة في مسجد الإمام جعفر الصادق عليه السلام، يجد الحنان الأبوي بكل أبعاده والحكمة تتجلى في أبهى صورها والقيادة الرشيدة البصيرة التي أغلقت كل منفذ على من يريد بث الفتنة بين أبناء الشعب والوطن الواحد.
فالحنان الأبوي والعاطفة الجياشة ظهرت شامخة عندما انطلق سموه، حفظه الله ورعاه، فور وقوع الجريمة النكراء، لموقع الحدث دون ترتيبات أمنية وبشكل مفاجئ بل وفاجأ رجال الأمن، ففي هذه الأوقات العصيبة لم يكن أحد يعلم هل الجريمة انتهت أم لها توابع، ففي المعتاد ووفق ما يجري في العراق وسورية، فإن هذه التنظيمات الإرهابية التي لا ترعى لله حرمة، فإنه عندما يفجر الانتحاري نفسه يكون انتحاري آخر ينتظر الناس لتتجمع للإنقاذ فيقترب منهم ليفجر نفسه في الجموع.. ومع ذلك وجدنا أميرنا بشجاعة لافتة قل نظيرها في مسجد الإمام الصادق بين أبنائه يواسيهم ويهدئ من روعهم ويطمئنهم بأنه معهم، وكان المشهد الأكثر تأثيرا هو عندما تحدرت دمعاته ألما على دماء أبنائه التي أهدرها غدرا وعدوانا الإرهاب والتطرف والإجرام، فكان سموه كالبلسم الذي هدأ روع المرتاعين الذين بالمسجد وكل الكويتيين الذين كانوا يتابعون الحدث عبر وسائل الإعلام.
وتجلت الحكمة والقيادة الرشيدة في أبهى صورها عندما أصدر سموه توجيهاته السامية المتتابعة لمعالجة آثار الجريمة النكراء ابتداء من تسخير طائرة لأهل الشهداء لمن يريد مواراة شهدائهم في كربلاء.. وإرسال من تتطلب حالته الصحية للعلاج بالخارج لإخواننا الجرحى، وتسخير جميع إمكانيات أجهزة الدولة لخدمة الجرحى، والاستعداد كما يجب لمواراة الشهداء في المقبرة واستقبال جموع المعزين، فكان في المقبرة مشهد مهيب لجنائز تليق بشهداء الوطن، وتوجيهات سموه لشمول الشهداء ضمن سلسلة شهداء الكويت، كما أن أمره السامي بجعل مجلس تلقي العزاء في شهداء الكويت في مسجد الدولة الكبير وهو اكبر مساجد السنة في الكويت، كانت حقيقة رسالة وتأكيد على عمق الاخوة والتعاضد والتراحم بين أهل الكويت واكدها ووثقها أهل الكويت عندما توافدوا بعشرات الآلاف بمختلف أطيافهم لتقديم واجب العزاء.
وكان لعضيده وولي عهده الأمين، حفظه الله، ذات الدور المساند والداعم والذي تواجد في مسجد الإمام الصادق بعد وقت قصير من وقوع الجريمة، وتواجد في المقبرة وتواجد في مجلس العزاء، فأغلق أميرنا حفظه الله ورعاه بحكمته الواسعة وبصيرته النافذة وقرارته الحاسمة الباب بإحكام أمام المتربصين والمتصيدين بالمياه التي عكرتها الجريمة النكراء، والتي استهدفت إثارة الفتنة فإذا بها تتحول لمناسبة لتعزيز وتكريس الوحدة الوطنية، ومناسبة لتأكيد المحبة والتواد والتآخي بين فئات المجتمع الكويتي الكريم.. فتحية إجلال وإكبار لأميرنا المفدى وقائد مسيرتنا، وأمد الله في بقائه تاجا على رؤوسنا ومتعه بالصحة والعافية.. وحفظ الله الكويت وأهلها من كل سوء.
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح