قلت للأصدقاء، ذات يوم، بأنني أود فتح موضوع مهم للنقاش بعيدا عن السياسة وتصريحات نواب الأمة ومشاكل الإسكان والصحة والتعليم والطرق والحريات العامة.. إلى آخر مشاكلنا التي نتحدث عنها منذ 30 سنة دون الوصول إلى نتيجة مقبولة.
سألوني عن ماهية ذلك الموضوع القابل للنقاش وماهو عنوانك الرئيسي؟! قلت لهم: «هل هناك علاقة بين طعام أي بلد ورشاقة النساء فيه؟». طلبوا توضيحا أكثر فابتدأت الحديث قائلا: «هل الطعام المصري يؤدي إلى رشاقة المرأة المصرية أو زيادة السمنة لديها؟ وكذلك الحال بالنسبة للطعام اللبناني وأثره على المرأة اللبنانية أو المغربي أو العراقي أو الكويتي أو.. الخليجي عموما، حتى نصل إلى الطعام الإيطالي أو الصيني وأثره على الرشاقة، أو عدم رشاقة، النساء في روما وبكين!».
اختلف «الفقهاء من الربع» حول هذا الموضوع. فمنهم من قال إن الطعام اللبناني هو سبب رشاقة معظم النساء في لبنان، لكن فريقا معارضا لهذا الرأي أوضح أن.. «اللسانات والنخاعات والكبة النية وورق العنب بالزيت والحمص مع اللحم والصنوبر يجعل الهيكل العظمي يكتسي لحما وشحما خلال أيام قليلة بسبب كمية الدهون والدسم الموجودة في هذه الأطباق!».
الحال نفسه مع قائمة الطعام المصري، فهو شهي ولذيذ لكنه دسم أيضا ومليء بالكربوهيدرات والكليسترول والنشويات مثل «صينية البطاطس بالفرن مع اللحم الضاني» وطبق «المسقعة» أو «الفراخ المحمرة» أو «حلة المحشي» أو «محشي الكرنب».. وهكذا!
بالطبع تعرفون قائمة المأكولات الكويتية، وكذلك الخليجية، والتي لا يوجد من ضمنها ما يساعد على الحمية أو الرشاقة إلا الماء العذب مع الثلج لأنه حتى «الدقوس مع البصل المحموس بالثوم» به حوالي 150 سعرة حرارية فقط.. لاغير!
توصلنا إلى نتيجة شبه جماعية، وهي أن رشاقة المرأة، أي امرأة، تعتمد على رغبتها الشخصية في أن تبدو جميلة ونضرة و«بتاخذ العقل» باللبناني، و«تهبل»، بالكويتي، و«تخبل».. بالعراقي! ولا شيء غير ذلك!.