سعد المعطش

الأصابع الحريرية

دائما ما أتوقف عند بعض المقولات التي نسمعها أو نستخدمها في حياتنا اليومية ولا نعلم لماذا قيلت أو من اخترعها وعلى أي أساس تم إطلاقها؟ وحتما ان كثيرا منكم لديه نفس الشعور تجاه بعض تلك الجمل فهي ليست أمثالا ولا أقوالا مأثورة ولكن نستخدمها لنستشهد بها دون معرفة أساسها.

من تلك المقولات التي احترت بها مقولة «أصابعه تتلف بحرير»، فهل يقصدون الرسام أم الموسيقي أم الخياط؟ وبعد جهد وجدت أنها أطلقت بشكل عام على كل شخص كان له يد بنجاح أي عمل مهما كان. متابعة قراءة الأصابع الحريرية

حسن العيسى

ماذا نفعل؟.. نلطم!

 مضى 19 عاماً بالضبط (عدد أكتوبر نوفمبر 1995) على نشر الباحث الأميركي فاهان زانويان مقالة في دورية "فورن أفيرز" بعنوان "ما بعد بحبوحة النفط، الإجازة تنتهي في الخليج".
 عند الكاتب هي إجازة الاقتصاد للدول الخليجية المفترض نهايتها بعد تدهور أسعار النفط في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، فالخطر على المصالح الأميركية في ذلك الوقت لم يكن بقاء صدام في السلطة، ولم يكن هذا الخطر متصوراً في إيران، بل كان متحققاً في التآكل الاقتصادي وجمود المؤسسات السياسية لدول المنطقة.
 ففي دولنا، تمثلت الإجازة من الاقتصاد في غياب ضبط الميزانيات العامة، وتحديد أولويات الإنفاق العام، إضافة إلى ذلك كانت الصور الفذة لهذه الإجازة قد تجلت في ضخامة الكعكة المالية التي أصاب خيرها الكثيرين.
 تلك الإجازة تأصلت على قانون الدخل الريعي، أي دخل الدولة القائم على استخلاص ثروة طبيعية (النفط) من دون جهد إنساني مقابل، مثل ريع صاحب العمارة الذي ينتظر الأجرة من المستأجرين كل شهر، دون عمل وجهد حقيقيين.
هذه الحالة الريعية تأصلت في سبعينيات القرن الماضي، بعد طفرة أسعار النفط، وتحققت أشكالها في اقتصادات دول المنطقة، حين بنت المستشفيات والمدارس والطرق، والكثير من البنى التحتية، دون أن يرافق ذلك تغيير حقيقي للبنية الاقتصادية والسياسية.
 كان الوضع العام ممثلاً في أسر حاكمة وعائلات ثرية لها امتيازات خاصة في الدخل، والآن (الحديث مازال عن أزمة أسعار النفط عام 95) الإشكالية، في ذلك الوقت هي كيف يمكن للحكومات والقطاع الخاص (وهو قطاع توريثي) وللكثيرين المستفيدين من إجازة الاقتصاد، خفض ميزانية الإنفاق العام دون المساس بمصالحهم، وتحقيق بعض الإصلاحات السياسية؟
 فأولويات دول المنطقة انحصرت في الأمن ولا شيء غير الأمن، وهناك قناعة عند الإدارة الأميركية (تذكروا هذا الحديث كان قبل 20 سنة تقريباً) أن أي إخلال في أمن الأنظمة سيوفر للجماعات المتطرفة الدينية منفذاً للهيمنة على الحكم.
الآن، بعد مضي 19 عاماً من المقال الفذ لـ "فاهان" أسأل: ماذا تغيّر علينا،  وماذا تعلمت الكويت، تحديداً، من تجربة منتصف التسعينيات؟!
وما بين الأمس واليوم، ماذا صنعت الإدارة السياسية لإصلاح نفسها وإصلاح مرض الإجازة الممتدة، التي أصابت الديرة بالشلل ومرض النوم والتسويف في الإنجاز والاتكال على عمل الغير، غير إبر المخدر التي كان تضخ في عروق الدولة عبر الهبات والكوادر المالية والامتيازات للبعض، مقابل صمت الناس  عن هدر وفساد ماليين متأصلين في الإدارة السياسية للدولة؟! لا شيء قُدّم!
ما هي أولويات السلطة، وهي تواجه الآن هذا التحدي الكبير في تدهور سعر النفط؟!
اكتب المقال الآن، وأمامي مانشيت جريدة "الجريدة" بعنوان "الاتفاقية الأمنية أولوية حكومية"..!!
ماذا نفعل… نلطم؟! مساكين أطفالنا…

احمد الصراف

جنسيتي قمري!

نجحت قوى الأمن اللبناني، في الصيف الماضي، في إلقاء القبض على انتحاريين ـــ سعودي وفرنسي ـــ اعترفا بانتمائها لــ «داعش» وبإقدامهما على تفجير فندق «دو روي» في بيروت، والتخطيط لعملية انتحارية في مطعم الساحة في الضاحية الجنوبية. واعترف الانتحاري الفرنسي بأنه كان سينفذ عملية انتحارية ضدّ «الشيعة» لتلقينهم درساً بسبب قتالهم في سوريا. وخلال التحقيق تبين أن هذا المتهم، فايز يوسف بوشران، هو من مواليد جزر القمر Comoros Island، وأنه كان يتابع على اليوتيوب ما كان يحصل في سوريا من جرائم بحق السنة، وعرف بوجود إشارات بأن يوم القيامة أصبح قريباً، فتكوّنت لديه قناعة بالذهاب الى سوريا للجهاد. واضاف ان شخصا تواصل معه على موقع على الفيسبوك، يتضمن «أموراً جهادية»، وأخبره بأنه في حال رغب في الجهاد فعليه السفر الى سوريا من ألمانيا او اسبانيا الى تركيا، وهناك ينقله شخص الى الرقة للالتحاق بــ «داعش»، وهذا ما حصل معه، ومع آخرين من جنسيات مختلفة.
وفي الرقة، وبعد تلقّ.ي دروس دينية، إضافة إلى الدروس التي تلقاها في فرنسا على يد شيخين شجّعاه على الجهاد، اختار برغبته القيام بعملية انتحارية ضد الشيعة في لبنان، وأنه أُعطي ألف دولار، وخُيّ.ر بين تنفيذ العملية الانتحارية بحزام أو سترة ناسفة.
وبسؤاله عن المنفعة التي كان سيجنيها بقتل نفسه وأبرياء آخرين، قال إنه تم اقناعه بأن هذا هو الطريق الى الجنة ولقاء «الحور»! وقال الانتحاري إنه قرر القيام بالعملية الانتحارية بعد أن سمع من رجل دين في وطنه فضل الشهادة وميزات الانتحاري الذي يدخل الجنة اثر استشهاده.
وهنا نرى ما لهذه الدروس الدينية من سلبية وخطورة على الشباب، وكيف أن من الغباء الشديد، او شدة الذكاء، السماح بهذه الدروس بحجة أنها «أعمال خير وبركة» ويؤجر من يلقيها ومن يستمع إليها.
الطريف ـــ إن كان هناك ما هو طريف في هذا الموضوع ـــ أن جزر القمر التي قدم منها بوشران إلى لبنان، عن طريق فرنسا، التي حصل على جنسيتها، تقع في منطقة نائية في المحيط الهندي، وبعيداً بآلاف الكيلو مترات عن أي دولة عربية، على الرغم من ذلك وصلت إليها «سوسة التطرف»، ربما لأنها عضو في الجامعة العربية، ولو أن لغتها الرسمية السائدة هي الفرنسية، وأقلية تتكلم القمرية والعربية فيها. ولا تزيد مساحة جزرها على 2200 كلم2، وسكانها على 800 ألف نسمة، ويبلغ دخل %50 منهم أقل من دولار ونصف الدولار يومياً.
والطريف أكثر أن حكومتنا، وفي سعيها الى وضع حد لمشكلة عديمي الجنسية، أو «البدون»، الذين يزيد عددهم على مئة ألف، تسعى الى حصولهم على جنسية جزر القمر. وان هذه «المواطنة الاقتصادية» ستمنح هؤلاء حق الحصول على الإقامة المجانية، إضافة إلى سلسلة من المحفزات، مثل: التعليم المجاني والرعاية الصحية، والحق في الوظيفة.
لا أدري مدى إنسانية هذا الإجراء، وهل حقّاً سيضع حدّاً لمشكلة «البدون»، خاصة أن غالبية هؤلاء وُلدوا ونشأوا في الكويت، ويطالبون بالحصول على جنسيتها، لكن السلطات تؤكد أن 34 ألفاً فقط هم الذين يمكن أن يحصلوا على الجنسية، وأن الباقين هم من جنسيات أخرى؟!

أحمد الصراف

سالم مليحان الحربي

الخلافات الخليجية وسيد الدبلوماسية

جميع الأطراف تشعر بأن تحرّكات سمو الأمير هي لمصلحة دولهم وشعوبهم.

يأتي تحرّك سمو الأمير لمحاولة حل الخلافات الخليجية التي أدت إلى سحب سفراء المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والامارات العربية المتحدة من قطر، ويأتي حرص سيد الدبلوماسية على حل هذه الخلافات بين الأشقاء الخليجيين لإيمانه بأن ما يجمع دول المجلس أكثر بكثير مما يفرقها، خاصة أن أبناء دول مجلس التعاون يتطلعون الى قرارات توحّ.د شعوب هذه المنطقة، وليس الى خلافات تضع الحواجز بينهم.
وهذه التحركات ليست بجديدة على سيد الدبلوماسية، فجميعنا نستذكر الوساطة التي حل بموجبها الخلاف العماني ـــ الإماراتي في الاعوام السابقة.
ومن يتابع ردود الأفعال على هذه التحركات الدبلوماسية فسيجد أن كثيرين من أبناء دول المجلس يعوّلون على حكمة سمو الأمير، نظراً الى خبرته في مجال دبلوماسية الوساطات منذ أن كان وزيراً للخارجية. متابعة قراءة الخلافات الخليجية وسيد الدبلوماسية