فؤاد الهاشم

موسيقى الجنازة ما زالت.. مستمرة !

نكتة عراقية شهيرة ظهرت عقب تحرير الكويت أو ما أطلق عليها من قبل «القائد العربي الماجد صدام حسين التكريتي» بـ«حرب أم المعارك الخالدة» تقول إن رجلا عجوزا كان يسير مترنحا في شارع «السعدون» بوسط العاصمة بغداد وبملابس رثة وذقن طويلة وجسد لم يلامسه الماء والصابون منذ شهور وهو يصرخ بصوت عالي:«الله يساعد أميركا .. الله يساعد أميركا.. الله يساعد الأميركان»!،وخلال دقائق طوقه رجال المخابرات والأمن والمباحث واقتادوه للتحقيق معه فسألوه ماذا تقصد بهذا الدعاء ..الله يساعد أميركا والله يساعد الأميركان؟!! فقال «إذا احنا الراديو مالنا يقول إننا انتصرنا بالحرب وهذا الحال العراق المدمر وحال الشعب الطايح حظه «هسع» شلون حال أميركا المنهزمة هي و.. شعبها »؟!.

خاضت «غزة» على ما أذكر ثلاثة حروب مع إسرائيل أخرها منذ شهور قليلة وكلها كان «النصر من حليف المجاهدين وحركة حماس البطلة التي سطرت بدماء الشهداء أروع الملاحم وردت كيد العدو الصهيوني إلى نحره وفقعت مرارة صهاينة العرب الجدد الذين ما انفكوا يتآمرون على شعبنا الصامد ويتاجرون برايات جهادنا .. والسح الدح أمبو..إدي الواد لأبوه ..ياعيني .. إلى أخره »!!.

حزب الله اللبناني قال إنه انتصر في حرب 2006 وقبله صدام حسين أعلن انتصاره في تاريخ 8/8/1988 ضد إيران وفي نفس الوقت أعلنت طهران انتصارها هي الأخرى على العراق في الحرب ذاتها !! لم تفقد العراق شبرا واحد من أراضيها في تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات ولم تخسر إيران حبة رمل واحدة طيلة المدة ذاتها !! بقي الملالي في الحكم وبقي صدام في الحكم إذن من الذي انتصر ومن الذي .. انهزم؟! إسرائيل هي الأخرى لم تخسر مترا من أراضيها ولبنان لم تخسر شبرا من حدودها .. تل أبيب خسرت 88 قتيلا معظمهم من عرب 1948 النصارى وقلة من المسلمين والبقية من اليهود !لبنان خسر ثلاثة آلاف قتيل وأربعة مليارات تكلفة إعادة الإعمار !لجنة تحقيق في دولة «الكيان الصهيوني أخرجت رئيس وزراء وطردت وزير دفاع وعنفت وانتقدت رئيس الأركان أما في لبنان فمن يجرؤ على التحقيق مع «سماحة السيد» ومن يملك السلطة على محاسبة العمامة السوداء ومن لديه بقايا شجاعة غابرة أكل الدهر عليها وشرب ليسأل عن أسباب ما حدث حتى لو اعترف «سماحة السيد» ذاته بخطئه حين قال :«لو كنت أعرف إن هذه هي ردة الفعل الإسرائيلية العنيفة ضدنا على خطف الجنديين لما خطفناهما» !! ومع ذلك أعلن الجهاز الإعلامي والصحافي والسياسي والحزبي في الحزب قائلين بصوت واحد :«انتصرنا على الكيان الصهيوني » فإن كان هذا هو حال لبنان واللبنانيين في النصر فما هو حال الإسرائيليين وهم يغوصون في الهزيمة ؟!

قبل حوالي خمسين سنة ظهر الموسيقار الكبير «محمد عبد الوهاب» وهو يقود الاوركسترا المكونة من مائة عازف لنسمع أغنية مازال طعمها «اللذيذ » يرن في آذان الملايين من العرب خرجت من حناجر «عبد الحليم»و«صباح» و«فايدة كامل» و«شادية» و«وردة الجزائرية» في أغنية «وطني الأكبر» خاصة في المقطع الذي يقول:«وطني الأكبر وانتصاراته ماليه حياته» فإذا بحياتنا مليئة بـ«المرشد العام للإخوان ومرسي والغزو العراقي والحوثيين وداعش وجند الإسلام والقاعدة وجند بيت المقدس و.. من يستجوب وزير الداخلية يدخل الجنة ولن نسمح لك وطز بشوارب رجال..إلى أخر المعزوفة الجنائزية التي بدأت ولا يعلم إلا الله متى ..ستنتهي»!.

د.فيصل المناور

عجز الموازنة العامة … مش منطق أبدا!

كلنا تابع في الأيام الماضية تصريحات العديد من المسئولين بشأن أن الكويت مقبلة على عجز في موازنتها العامة «ما أصدق أبداً» وذلك نتيجة تقلبات الأسعار الحالية التي تشهدها أسواق النفط العالمية، ولكن حقيقة الأمر تفيد بأن الحقيقية غير ذلك إطلاقاً، هم يهولون ويضخمون الأمور إما لجهل في الفهم والمعرفة، أو لمآرب أخرى «يجوز لصرف أنظار الشعب عن قضية الشريط، أو أي بلوة أخرى»، المهم، هذه القضية «عجز الموازنة» أوضحت أننا سنستمر في حالة الضعف العام الذي يشهده البلاد في مجال إدراة شؤون الدولة والمجتمع، ولتوضيح أن قضية عجز الموازنة العامة ما هي إلا كذبة أو نكتة أطلقتها السلطة، إليكم الحقيقة في السطور القادمة، لكي نثبت بأن شباب الكويت وشعبها، واعي جداً في مجال فهم قضايا وطنه. متابعة قراءة عجز الموازنة العامة … مش منطق أبدا!

مبارك الدويلة

دلالات العودة الميمونة

فرح الكويتيون بعودة ابنهم البار فوزي العودة من معتقل غوانتانامو، بعد ان امضى فيه قرابة ثلاث عشرة سنة عجافا من دون محاكمة! فالاميركان ألقوا بمبادئ الدستور الاميركي خلف ظهرانيهم هناك في غوانتانامو، وداسوا بأقدامهم على معاني العدالة واحترام الحريات وآدميات البشر في ذلك المعتقل البائس، وأثبتوا للعالم أنهم آخر من يحترم حقوق الانسان والحريات العامة، وأن الانتقام الشخصي، والحقد الدفين الذي يعشش في صدورهم على الاسلام والمسلمين، يطغيان على مبادئهم المعلنة، وان تسبب ذلك في احراجهم أمام الرأي العام العالمي، لانهم ببساطة يهيمنون على القرار الدولي بسبب هيمنتهم على المؤسسات الدولية والاممية! متابعة قراءة دلالات العودة الميمونة

سامي النصف

أمة الأحلام المريضة

رغم أن جميع دول العالم القديم مرت بمرحلة ما يسمى بالحضارات التي سادت ثم بادت، أي علو شأنها في حقب معينة ثم انحسار تلك الريادة والسيادة عنها (اليونان، الرومان والبريطانيون والفرنسيون.. إلخ) إلا أن أحدا في تلك البلدان لا يقتات على تلك الأمجاد ولا يخدع الناس بالقول إن اتباع هذا المسار أو ذاك سيرجع لهم أمجادهم السابقة كما يحدث لدينا. متابعة قراءة أمة الأحلام المريضة

سعيد محمد سعيد

الوضع «المفجع الحقير»!

 

حقاً هو «وضع حقير مفجع» في الخليج والعالم العربي… سببه التناحر الطائفي!

حادثة الإحساء الإرهابية يمكن أن تقدم صورة شديدة الخطورة لذلك «الوضع الحقير المفجع»، وهي عبارة قالها المفكر البحريني علي محمد فخرو في ندوة أقيمت بمجلس يعقوب سيادي يوم 2 يوليو/ تموز 2013، من المفيد استحضارها اليوم في وقت تنبئ فيه الأحداث والوقائع بأن وقت «تهاون حكومات الخليج والعالم العربي والإسلامي» مع المتشددين والتكفيريين والإرهابيين لابد أن يتوقف.

فحين يطرح فخرو ومن مثله من المفكرين والمثقفين والشخصيات الخليجية والعربية والإسلامية تشخيصاً دقيقاً يكشف خطر «المحنة الكبرى»، فإن ثمة تساؤلات تُثار على صعيد غياب أو تغييب المواطنة المتساوية والديمقراطية والعدالة في مجتمعاتنا، ولعل التساؤل الأهم: إذا كانت دول الخليج والعالم العربي والإسلامي تمر بمحنة شديدة الخطورة، أوليس الأولى الاستفادة من مرئيات وقراءة هذه النخبة؟ أم أن الاكتفاء بما يطرحه من يثقون بهم من المستشارين وراسمي السياسات المفرغة من أية معطيات حقيقية – سواءً كانوا عربًا أم غيرهم – هم السند فيغدقون عليهم الأموال والامتيازات بلا طائل ولا فائدة ترجى؟

لقد شخص فخرو آنذاك، وهو طرح في غاية الأهمية، أن الأوضاع المسببة للإنقسام الطائفي (المسكوت عنه خليجياً وعربياً وإسلامياً منذ ردح من الزمن وبات يشكل لهم هاجساً مخيفاً اليوم)، يشكل جزءًا منها العيش في التاريخ بفهم خاطئ وبصورة مسيئة نراها في المساجد والمآتم والقنوات الفضائية، حيث المذهبية والطائفية تستخدم يومياً من أجل أهداف سياسية ومالية ودنيوية، ما يجعل الحل للمشكل الطائفي صعباً، ونبني بذلك إنساناً عربياً مسلماً لديه قابلية ممتازة للطائفية يلزم حتى نواجهها أن نتخلص من جوانب مرتبطة بالطائفية كالتاريخ والثقافة والكلمات والأوصاف.

والغريب في الأمر، مع ما أشار إليه فخرو، أنك تجد مسئولين ومشايخ وشخصيات وإعلاميين يلعلعون ليل نهار محذّرين من الطائفية والإنقسام الطائفي والدعوة إلى التعايش السلمي… كل ذلك في الإعلام! لكنهم في حقيقة الأمر، جزء مقلق وخطير في ممارسة كل المساوئ الطائفية.

دعونا أيها الأحبة نركز قليلاً في تساؤل لفخرو قال فيه نصاً: «أي نظام تعليمي في الأرض العربية أو الإسلامية يدرس الدين الإسلامي بموضوعية وبإنصاف للطلبة بحيث ينقل ما تقوله المذاهب الإسلامية الأخرى؟ نحن في البحرين، وبصراحة تامة، أليس المفروض أن دراسة الدين الإسلامي تكون دراسة معمقة للمذهبين السني والشيعي والمذاهب الأخرى؟ وعندما لا نفعل ذلك، هل ننتظر من الأولاد القادمين من بيوتهم المبنية ثقافتهم على الإنقسام الطائفي والفهم الخاطيء… هل ننتظر منهم أن يعدلوا من أنفسهم؟».

الربط بالتاريخ، في حال الرغبة في تشخيص أكثر دقة للوضع المفجع الحقير، هو أمر مهم أيضاً، ذلك أن التاريخ هو الخلفية الثقافية القائمة على الاستبداد والصراع الداخلي، فالخلافات الثقافية التي ظهرت فيما بعد العهد الراشدي (شيء لا يتصوره العقل) كما يشدد فخرو! فكم من المسلمين يعرفون أن المذهب ليس قضية دينية بل هو مدرسة اجتهادية بشرية في قراءة التاريخ؟ ولو حاولت أن تناقش أحداً فيما جاءت به المذاهب الفكرية، قد يتهمك بأنك سببت الدين بل وخرجت من الدين! وقليلون يفهمون بأن الفقه الإسلامي هو نتاج بشري، فعندما تأتي الوهابية وتقول عن الإباضية أنهم خارجون عن الدين، طيب الوهابية مذهب، والإباضية مذهب، السنة والشيعة كلها مذاهب، وكلها نتاج بشري، لكن إذا لم نتمكن من إزالة هذه الأفكار الثقافية الخاطئة فالوضع صعب».

واقعاً، من حقنا أن نتساءل: «ما شهدته الأمة في عقود طويلة، وعلى الأخص في السنوات الأربع الماضية وتدهور الأوضاع في أكثر من بلد عربي وإسلامي وبروز إعلام الذبح والتكبير الزائف الذي تمثله «داعش» كصورة هدامة للإسلام كدين سماوي صالح لكل البشرية بتسامحه وأخلاقه ودستوره القرآن العظيم، ألم يسهم فيه الإعلام العربي والإسلامي؟ فواجهته الكبرى تظهر اليوم من خلال آلة التدمير في الفضائيات الطائفية ووسائل الإعلام الجديد، وهي تعمل باجتهادٍ من أجل إشعال الصراع المذهبي إلى أعلى درجاته، وتطبق سياسات كيان العدو ضد العرب والمسلمين لتمزيقهم، وتبدو الكثير من الحكومات العربية متآمرة مع هذا الاتجاه، لكن ربما يعيد الصهاينة حساباتهم مع العدوان الوحشي المستمر على المسجد الأقصى وتكرار مجازر غزة وفق قراءة المشهد الإقليمي العام، ومع ذلك، لن يعيد الطائفيون وأسيادهم حساباتهم إلا في حالة كونها تصب لصالح أسيادهم الصهاينة.

إن «الوضع الحقير المفجع» ليست مجرد عبارة قالها مفكر بحريني عربي مسلم، بل هي تشخيص عميق الصراحة، يحمل معه رؤى تبريد الأوضاع – خصوصاً في منطقة الخليج – من خلال تكريس المواطنة الحقيقية والعدالة الاجتماعية والشراكة في صنع القرار السياسي وإخراس أصوات وإعلام التكفير والتشدّد والتطرف الذي كان حلواً يوماً ما، لكنه اليوم، أشد خطورة من زحف الأفاعي الفتاكة.

جمال خاشقجي

إرهابكم لن يفرقنا … ولكن

كان مانشيت صحيفة «الجزيرة» الصادرة من العاصمة السعودية الرياض الأربعاء الماضي رائعاً، إذ سطّر وبالخط الأحمر العريض «إرهابكم لن يفرقنا». رسالة مطمئنة، يحتاجها السعوديون وهم يرون جيرانهم من حولهم يتحاربون ويقتل بعضهم بعضاً وقد انقسموا طوائف وأحزاباً، ولكن، هل صحيح أنهم «لن يفرقوننا»؟ هل اختار العراقي الشيعي والسنّي هذه الحرب التي يعيشونها؟ هل لنا ان نتفكر كيف اشتعلت نار الطائفية في العراق ومن أشعلها؟

الطائفية والكراهية ليست اختيار عامة الشعوب، جُل الشعوب معتدلة وسطية، مثلهم مثل أهل الأحساء الذين صُدموا مساء الإثنين الماضي من أول وأخطر حادثة طائفية تجري في محافظتهم. المعتدون ليسوا من المنطقة، ولا يمثلون غالب السعوديين، إنهم فرقة تحمل كرهاً عميقاً نحو الشيعة، بل نحو «الآخر» عموماً بغض النظر عمّن يكون هذا الآخر. رؤيتهم للوطن والمجتمع لا تنسجم مع رأي الغالبية، ولو جرت انتخابات في السعودية لما فازوا بها، ولكنهم قادرون على جرّنا جميعاً إلى أتون الطائفية مثلما فعلوا في العراق، لماذا؟ لأننا مستعدون لذلك، لأننا لم نحصن أنفسنا من عدوى الطائفية عندما ألقوها علينا. اعتراف كهذا يرفض معظمنا الإقرار به، ولكنه الحقيقة، جولة سريعة في حِلَق العلم واستمع للطائفية والتحقير عندما يفتح موضوع الطوائف الأخرى، خصوصاً الشيعة، جولة أسرع في قنوات فضائية وستسمع قدراً أكبر من الكراهية بزعم الدفاع عن صحيح الدين، والكتب المدرسية، والفتاوى، والمقالات، والإعلام الاجتماعي، وحديث المجالس، كل ذلك جعل فينا طائفية وتعصباً واستعداداً للقفز في أقرب فتنة طائفية بالقول أو بالفعل. متابعة قراءة إرهابكم لن يفرقنا … ولكن