عندما كان عدد الصحف اليومية في الكويت خمساً فقط فقد اعتاد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد – طيب الله ثراه – أن يصطحب معه رؤساء تحرير هذه الجرائد الخمس، ثم تذمر صاحب الجريدة اليومية الإنجليزية الزميل الراحل ورئيس جمعية الصحافيين في ذلك الزمن البعيد «يوسف العليان» والذي يمتلك صحيفة «كويت تايمز» فانضم إلى المجموعة الإعلامية التي ترافق – على الدوام – الأمير الراحل في رحلاته الرسمية إلى أي دولة في.. العالم!!
لاحظنا نحن العاملين في بلاط صاحبة الجلالة أنه بعد يوم واحد من عودة سمو الأمير والوفد المرافق له إلى أرض الوطن فإن خبراً واحداً وقصيراً ينشر في اليوم التالي على صدر الصفحات الأولى للجرائد الخمس اتفق رؤساء التحرير على كتابته بصيغة واحده ونشره في وقت.. واحد ، ومن كثرة ما تكرر، بتنا نحفظه عن ظهر.. قلب!! ماذا يقول الخبر «يتقدم الزملاء ورؤساء تحرير الوطن والقبس والرأي العام والسياسة والأنباء وكويت تايمز بخالص الشكر والتقدير لقائد الطائرة الكابتن أحمد ومساعد قائد الطائرة الكابتن محمد ، ومهندس الطيران المسؤول يوسف، وإلى كبير طاقم المضيفين طوني ميشيل ومساعده عبود عبدالله، والمضيفات ميسون ونوال وهديل وسمية ومستورة، كذلك الشكر موصول إلى موظفي الديوان الأميري عبدالله وحسن وحسين وعلى وعمر وعبدالرحمن، وإلى العقيد خالد والعميد عبدالوهاب ووكيل ضابط مناور وإلى سفير دولة الكويت في البلد الذي زرناه والقائم بالأعمال والسكرتير الثالث والثاني والأول دون أن ننسى الملحق الدبلوماسي إذ أحاطونا بالرعاية والاهتمام والتكريم التي جعلتنا لا نشعر على الإطلاق اننا فارقنا الوطن ولو للحظة واحدة وكانوا البلسم الشافي لجميع من كان في هذه الرحلة الرسمية بما أغدقوا علينا من دفء حنانهم وكرم وفادتهم!! انتهى البيان المنشور على الصفحة الأولى في كل جريدة من جرائد الكويت..الخمس!!.
لكن كيف كانت زيارة الأمير جابر الأحمد إلى الدولة المضيفة؟ وكيف كان الاستقبال؟ وما هى المواضيع التي طرحها الوفد الزائر والوفد المضيف وكيف استقبل إعلام وصحافة وتلفزيون إذاعة تلك البلد سمو أمير الكويت، وهل كان هناك تفاوت في حرارة الاستقبال بين الأحزاب السياسية اليمينية أو اليسارية أو الوسط أو يمين الوسط أو يسار الوسط أو.. أو.. أو إلى آخره؟!
هل التزم الأمير الراحل غرفته داخل الطائرة أم خرج وجلس وتحدث مع رؤساء التحرير؟ ان كان ذلك قد حدث ، فما أهم ما قاله الأمير لهم؟ هل سألهم أم سألوه؟.
ماهي المواضيع التي أثيرت معه وأنتم معه داخل طائرة عملاقة على ارتفاع 35 ألف قدم؟ عندما حان وقت الغداء ، ما نوع الطعام الذي يفضله سمو الأمير؟ ماذا أكل ماذا شرب؟
هل احتاج إلى «قيلولة نوم» قصيرة أم استمر جالساً معكم في الطابق الأرضي للطائرة إن كانت الجامبو 747؟! هل استأذنتم سمو الأمير في التقاط صور له وهو يسير داخل الطائرة؟ هل كان يسير بالبشت أم بدونه؟ هل كان بالغترة والعقال أم بدونهما..وأسئلة أخرى كثيرة كنت أطلقها كالرصاص المصبوب في وجوه الزملاء رؤساء التحرير وحين نقول لهم ان الناس متشوقة لمعرفة كل هذه التفاصيل عن أميرهم الذي يحبونه كانوا يقولون لنا: «ان شاء الله.. ويصير خير الرحلة القادمة»!! تأتي الرحلة القادمة ويغادر سمو الأمير أرض الوطن ومعه رؤساء تحرير الجرائد الخمس ، ثم يغيبون لخمسة أو ستة أيام، وبعد عودتهم بيوم تصدر جرائدهم وعلى صدر صفحاتها الأولى الخبر «الجديد والانفراد الكبير» الذي يقول: «يتقدم الزملاء ورؤساء تحرير الوطن والقبس والأنباء والرأي العام والسياسة وكويت تايمز بخالص الشكر والتقدير إلى.. ميسون ونوال وهديل وسمية ومستورة وطوني وميشيل ومساعده عبود عبدالله..»!! و..«تيتي ..تيتي ، مثل ماروحتي …جيتي»!