يتفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، برعاية حفل مرور خمسين عاما على انشاء جمعية الاصلاح الاجتماعي، وسوف ينوب معالي وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية عن سموه في الحفل الكبير الذي سيقام يوم الثلاثاء الموافق 11/11/ 2014، والذي يصادف مناسبة اصدار الدستور الكويتي، وهو بلا شك مناسبة عزيزة على قلب كل كويتي محب لوطنه!
اليوم لن أتكلم عن تاريخ جمعية الاصلاح ولا إنشائها، فـ «غوغل» لم يترك شيئاً لم يبينه، والكثير يعلم عما قامت به من حفظ للنشء من حركات التغريب التي عمت المنطقة في الستينات، وكادت ان تمحو هوية الجيل، لولا وقوفها في وجه هذا التيار التغريبي، ولن ينسى المنصفون دورها في تكوين رأي عام لمنع الخمور وتجريم بيعها وتعاطيها، وكذلك منع الاختلاط في الجامعات والمعاهد، وتنبيه الحكومة الى خطورة نوادي الروتاري والماسونية التي انتشرت في بعض دول المنطقة، ولعل حملتها في مطلع السبعينات، ودعوتها لنشر الحجاب الاسلامي بين الفتيات، واستقدام المشايخ والدعاة لتبيان الحكم الشرعي لحجاب المرأة المسلمة معلومة للكثير، حتى أصبح الحجاب، بفضل الله، ظاهرة عامة في المجتمع، كما يذكر الجميع دور الجمعية في الدفاع عن قضايا المسلمين عامة، وفلسطين خاصة، وانشاء مشايخها لمنبر القدس، والدعوة لمنع التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد اتفاقيات كامب ديفيد في مطلع الثمانينات، وكان لمجلتها المجتمع دور فاعل في تسليط الضوء على أوضاع الاقليات المسلمة في مختلف بقاع الارض.
هل تعلم عزيزي القارئ لماذا تتم محاربة جمعية الاصلاح من خصومها بهذا الشكل العنيف من التشويه والافتراءات وتضليل العامة؟ لأنها قامت بكل ما ذكرته باتباعها للوسطية في الطرح والاعتدال في التوجيه والنصح والارشاد، وهذا ما تسبب في نجاحها في كل الميادين، كما ان هذا ما أغاظ خصومها وشعروا بأنها مصدر خطر على منهجهم التخريبي في توجيه المجتمع لأفكارهم العلمانية، بعزل الدين عن الحياة العامة للناس، وحصره في طقوس داخل المساجد، لذلك سعوا منذ فترة ليست بالقصيرة الى تشويه دورها في جميع وسائل الاعلام، وبجميع الاساليب اللااخلاقية من كذب وافتراء وغمز ولمز وتحريض مستمر للسلطة لانهاء وجودها، ولما سقط في أيديهم وفشلوا فشلا ذريعاً نتيجة لمعرفة الناس بحقيقة هذه الجمعية الرائدة، وادراك السلطة لدورها في حفظ الاجيال المتعاقبة من الانحراف الاخلاقي والسلوكي، عمدوا بعد ذلك الى القضاء علّ وعسى ان يجدوا عنده مرادهم، فرفعوا القضايا الواحدة تلو الاخرى لاغلاق الجمعية، ويشاء الله ان يخزيهم ويرجعهم خائبين!
اليوم تأتي الرعاية السامية لتؤكد سلامة مسيرة جمعية الاصلاح الاجتماعي وتقديرها لدورها البناء في المجتمع، فقد كان للجان الخيرية التابعة للجمعية صحاف بيضاء في مختلف دول العالم، مما ساهم في تكريس مفهوم الدور الانساني للكويت، وذلك بشهادة رؤساء دول وحكومات، اضافة الى الامم المتحدة.
أتمنى بعد هذه الرعاية الكريمة أن ترتاح أقلام بعض زملائنا من الحديث بالحق والباطل عن الجمعية وربطها بتمويل الارهاب، فقد تبين للقراء فجورهم في الخصومة، ومخالفة ما يكتبون عن الواقع والحقيقة! وليبحثوا عن مجال آخر يلطمون فيه ويردحون!