الغضب الشعبي من أداء السلطة بشقيها، الحكومي والبرلماني، والذي يظهر جلياً في أحاديث الناس، وتغريدات المغردين في “تويتر”، بل وعلى الوجوه المحبطة العابسة، يبدو لي أنه مبالغ فيه، ومصطنع، ويستند إلى هواء وهراء.
هذه الغضبة كلها على ماذا؟ أو علامَ؟ كما يقول “بتوع اللغة”… تخيل أن الترف والبطر و”زود النعمة”، دفعت الناس إلى التذمر والصراخ على أمور سخيفة مثل؛ انهيار التعليم، وانهيار الخدمات الصحية، والمتاجرة بصحة الناس عبر العلاج في الخارج، ونهب المال العالم، وإفساد ضمائر الناس، وإسقاط القيم، وتفشي الرشوة بشكل صريح وعلني، وعجز الحكومة عن بناء المشاريع الكبرى، كما جاء على لسان الوزيرة هند الصبيح، وتسيّد الفاسدين وامتلاكهم القرار، ومنح بعض المناصب الكبرى للموالين من اللصوص والطبالين، وسوء حالة الكهرباء، وتهالك البنية التحتية والفوقية وما بينهما، وقمع الحريات، وسجن المعارضين بسبب تغريدة أو رأي، وسحب جنسياتهم، وشراء ولاءات الفسدة واللصوص على حساب البلد ومستقبله، وانتشار النفوذ الإيراني، سواء في الإعلام أو في بعض المؤسسات المهمة.
تخيل، من أجل هذا فقط، وبعض التفاهات الأخرى، يغضب الناس ويملأون الدنيا صراخاً وضجيجاً! مع أن الكويت دولة ديمقراطية، كما تقول الكتب. ومع أن هذا البرلمان هو الأكثر تشريعاً للقوانين، كما يقول رئيسه وأعضاؤه. ومع أن الحكومة سبق أن أعلنت، نحو سبع وتسعين مرة، عزمها على تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء، ونيتها بناء المشاريع الكبرى، التي استهلتها بالمدينة المائية العظيمة، و”الخير بقبال”…
لكن، عندما تعدد لهؤلاء البطرانين كل هذه الإنجازات، يأتيك ردهم: مللنا حكايات سندريلا، وليلى والذئب، وبنت السلطان، وبقية حكايات جداتنا وقصص الأطفال التي كانت تساعدنا على النوم.
يا الله… تخيل، ملوا حكاية سندريلا، مع كل ما فيها من متعة وخيال. وكرهوا ليلى. وسئموا تصريحات الحكومة ووعودها، وغضبوا… على إيش؟ إنه البطر يا عزيزي.