ارتفع سعر البرميل فوق معدل 50 دولارا في خلال اسبوع مع وجود فائض وتخمة من النفط الخام والمشتقات النفطية، ومن دون اي مؤشر على زيادة الطلب العالمي أو من تحسن ملموس في الاقتصاد العالمي.
والسبب في هذا الارتفاع المفاجئ عبارة عن مضاربات نفطية من خلال استغلال تصريحات بعض وزراء نفط اوبك باحتمال انعقاد اجتماع في الجزائر قبل نهاية الشهر المقبل لمناقشة تثبيت الإنتاج، ولمواصلة اجتماعهم السابق الذي انعقد في فبراير الماضي في قطر وانتهي بعدم الاتفاق.
وعند معدل 50 دولارًا الحالي من الصعب ان يتفق احد من اعضاء المنظمة على تخفيض الإنتاج او تثبيته، حيث انه مناسب في الوقت الحالي، واوبك عند أعلى طاقتها من الإنتاج وبكميات تفوق معدل 33 مليون برميل في اليوم. ولماذا التنازل لمنتجين آخرين. ولماذا تساعد دول المنظمة منتجي النفط الصخري ومنتجي الأعلى كلفة بمزوالة انتاجهم، وعلى حساب اوبك. لأن البرميل عند أعلى من 55 دولاراً سيساعد منتجي النفط الصخري بالعمل.
وصعود سعر البرميل الى مستواه الحالي فعلا من دون مبرر فقط لمجرد تحقيق ارباح سريعة للبيوت المالية، التي تعمل في المضاربات المالية من خلال بيع النفط في الأسواق المستقبلية بعد تأكد المضاربين من تحقيق أرباح مناسبة، وعند معدل ما فوق 40 الى 45 دولارا، ومن خلال استغلال تصريحات او تكهنات صحافية، غير انه من الصعب ان يتفق وزراء اوبك، فالظروف السياسية الحالية لا تبشر بأي اتفاق.
النفط بحاجة الى تفاهم بين قطبي منتجي النفط روسيا والمملكة العربية السعودية، ومن دون تشاور مع بقية دول أوبك. ولم تعد المنظمة قادرة على تنسيق وتثبيت واستقرار سعر البرميل، لأن عليها ان تضحي بكميات كبيرة من الإنتاج من دون تفاهم روسي، ولأن اي ارتفاع في سعر البرميل سيؤدي في الحال الى تضخم آخر في المخزون النفطي. وسيؤدي الى انخفاض في البرميل.
النفط بحاجة الى أساسية العرض والطلب، والى زيادة في الطلب العالمي، وانتعاش الاقتصاد العالمي. وحتى ذلك الحين أسعار النفط لن تصل الى المستوى المطلوب.