«الشعب» من أهم مقومات الدولة وأعلى رموزها، فهو مصدر السلطات وصاحب السيادة ومصدر الشرعية الرئيسي، لا يحترم بلده من لا يحترم مواطنيه.
ومناسبة هذا الحديث هي انتشار التصريحات والزلات من بعض مدعي السياسة والثقافة ضد المواطنين «الكويتيين» بكل اطيافهم وانتماءاتهم.
سابقا عرفنا ظاهرة المتعصبين الطائفيين الذين يتهجمون على ابناء وطنهم لمجرد اختلافهم الطائفي، وقبل ذلك عانى المجتمع الكويتي ولايزال من العنصريين الذين يمقتون ابناء وطنهم لمجرد انتمائهم لفئات اجتماعية معينة.
للاسف ومع تقاعس المسؤولين عن تطبيق القانون على الطائفيين والعنصريين، أطلت علينا ظاهرة اخرى جديدة، هي اكبر واخطر من كل ما سبق، وهي ظاهرة احتقار الكويتيين بكل طوائفهم وانتماءاتهم الاجتماعية والاستهزاء بمشاعرهم ووصفهم بأوصاف خالية من الاحترام.
ان هؤلاء «المسيئين الجدد» يهدفون بإساءتهم الى الدفاع عن سياسة الحكومة المالية الجديدة، لو احسنا الظن فيهم، وانهم يريدون مصلحة الكويت وحكومتها الرشيدة، فهل يتوجب عليهم الاساءة لكل المواطنين والاستخفاف بمشاعرهم؟
«المسيئون الجدد» هم أوقح من الطائفيين والعنصريين، لأن إساءتهم أكثر عمومية ولان مرجعيتها مصلحتهم الشخصية، ولأنهم يظهرون بمظهر الناقد والمثقف الفاهم!
الحادثة تعود الى قضية رفع الدعوم او السياسة المالية الجديدة للحكومة، حيث ظهر «المسيئون الجدد» لا ليدافعوا عن الحكومة بل ليهاجموا الشعب، لأنهم لم يستطيعوا ـ «المسيئون الجدد» ـ ان يناقشوا السياسة المالية الجديدة للحكومة بطريقة حضارية، لأن ما يطرحونه لا يتوافق مع تجارب الدول المتقدمة، فالقاعدة المعروفة عالميا، ان زيادة الاعباء المالية يجب ان تواكبها زيادة بالرقابة الشعبية والمشاركة السياسية وهذا لا ينطبق مع ما يجري في الكويت.
في الختام، جميعنا يتذكر المسيرات الشعبية الغاضبة والمعارضة السياسية العنيفة التي ظهرت على خلفية قضايا مست «المال العام» بغض النظر عن صحتها.
فتخيلوا ظهور قضايا مالية مماثلة بعد ان يدفع المواطن من «ماله الخاص» للميزانية العامة!
الخلاصة: يجب ان ترفض الحكومة ان يتقرب لها هؤلاء «الانتهازيون» على حساب كرامة «كل المواطنين»، والا تسمح لهؤلاء «المسيئين الجدد» بان يكون دفاعهم عن سياسة الحكومة بانتهاكهم لمصدر السلطات جميعا «الشعب».
ملاحظة أخيرة
هناك فرق بين «المطبلجية» و«النبيحة»، فالاول يمدح ويردح لسياسة محددة او سياسي معين، أما الثاني فيشترك بنفس الهدف ويختلف معه في الوسيلة، فالنبيح يستخدم الهجوم ضد المعارضين لسياسة محددة او لسياسي معين.