26 يناير 2017 هو التاريخ الذي حصلت فيه على موعد لعمل الأشعة المغناطيسية التي يطلق عليها اختصارا MRI.
لم أفق من الصدمة إلا بعد ان جلست قليلا ونظرت إلى ورقة الموعد مرة أخرى يمكن قرأتها خطأ.
بعدها رجعت إلى مكتب المواعيد قلت هل هذا الموعد صحيح؟! رد بالإيجاب تسمرت مكاني لثوانٍ غير مصدق وأنا احدق فيه حتى خرجت مني كلمة عفوية بصوت عالٍ (ليش)؟! جزاه الله خيرا كان اكثر أدبا وصبرا مني وأوضح لي بهدوء أن مستشفى الفروانية (بكبره وعرضه) والذي يخدم اكثر من مليون نسمة وهو تعداد قديم لسكان محافظة الفروانية ومتأكد انه زاد في السنوات القليلة الماضية، هذا المستشفى اليتيم في المحافظة المليونية ليس به إلا جهاز MRI واحد.
وهذا هو سبب هذه المواعيد الطويلة جدا، فالجهاز يعمل 24 ساعة (ومو ملحق).
شكرته على صبره وأدبه وذهبت الى كراسي الانتظار وقمت بالاتصال باثنين من اكبر المستشفيات الخاصة في الكويت وسألتهم عن هذا الجهاز كم تكلفة الفحص فيه عندهم؟ وما مواعيدهم؟ كلاهما قالا تستطيع الحصول على الموعد ثاني يوم ولكنهما اختلفا في التكلفة أحدهما قال 90 دينارا والآخر قال 160 لا أعرف سبب اختلاف السعر لكنني سأذهب لعمل الفحص هناك.
كيف وصلنا إلى هذه الحال؟ ومن سمح بذلك؟ ولماذا لم تتم إثارة هذا التقصير القاتل؟!
لن اذهب كما ذهب غيري وألوم الحكومة وأحملها مسؤولية التقصير في توفير هذا الجهاز الحيوي والذي تبلغ تكلفته مليون دولار.
فانا أعمل في مجال المناقصات الحكومية ومرت تحت يدي عشرات إن لم تكن مئات المناقصات المليونية في شتى أوجه الحياة في الكويت.
وزارة المالية تعطي الوزارات المبلغ المطلوب لاحتياجاتها ولجنة المناقصات توافق على طرح كل ما يأتيها من الوزارات.
استطيع من خبرتي في هذا المجال أن أقول إن حكومة الكويت هي اكرم حكومة في مجال توفير الخدمات لشعبها. لكن البلاء كل البلاء والتقصير كل التقصير هو من بعض الوزارات ومسؤولي الوزارات الذين لا يبذلون جهدا كافيا في سد أوجه النقص والخلل في وزاراتهم.
فمن سابع المستحيلات ان تكون وزارة الصحة طلبت توفير عدد اكبر من أجهزة الـ MRI ورفضت وزارة المالية توفير المبالغ اللازمة.
لكن السبب الحقيقي لهذا الخلل وغيره من اماكن التقصير في بعض وزارات الحكومة هو ان بعض المسؤولين (do not care).
هذي هي المسألة بكل اختصار.
وإلا استحلفتكم بالله مسؤول يقع هذا الخلل الجلل في وزارته ولا يحرك ساكنا.. ماذا تقول عنه؟
نقطة أخيرة: أكرر اقتراحي القديم مرة أخرى ومناشدتي لاستملاك مستشفى الأمومة وتخصيصه لإخواننا الوافدين.
الوضع الحالي في مستشفى الفروانية لا يطاق، زحمة خانقة في كل العيادات وصعب جدا أن تجد سريرا فارغا.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً