قد ينجح الأخ أبو طرمبة، دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأميركية، وعندها سيأتي إلى الخليج العربي، ويطرق أبوابنا كما يطرق صاحب الملك أبواب المؤجرين، بذات النفسية والنظرة المتعالية ونبرة الصوت الزاجرة.
وبالنسبة لنا في الكويت، لدينا بعض الخردة في صندوق الأجيال القادمة وصناديق الاستثمار، لا يعرف الشعب أصولها ولا سيولتها ولا رأسمالها، لكن أبا طرمبة يعرف لا شك، أو سيعرف، وعندها سيستأجر حافلة نصف نقل ويغادر بأموالنا خلال الأسبوع الأول في عهده.
لذا، أرى أن نستعجل في استغلال تلك الأموال، ونوقع عقوداً وصفقات مع شركات أوروبية وأميركية ويابانية لتحسين وجه البنية التحتية المتجعد، ونوزع أموالنا قبل أن ينهبها الأخ وهو يمط وجنتيه ويزم شفتيه، فالوقت قد قزح، على رأي اللمبي، وسأطرح تقسيمة لعلها ترضي الجميع، بعد أن نفترض أن تحويشة عمرنا تبلغ أربعمئة وخمسين مليار دولار، وهو افتراض من مخيلتي الكريمة.
صلّوا بنا على شفيعنا؛ نمنح النواب والوزراء ملياري دولار، ثم نعيد سفلتة الشارع المحاذي لقصر العدل بستة وسبعين ألف دولار، ثم نمنح النواب والوزراء أربعة مليارات دولار، ثم نصرف لوزير العدل والأوقاف ملياري دولار على دراسة جدوى لأي مشروع يراه، لعله يستفيد به، ثم نمنح الوكلاء والوكلاء المساعدين قسائم زراعية، ونعيد شراءها منهم بمبلغ خمسة مليارات دولار، ثم نمنح النواب والوزراء تسعة مليارات دولار “فك زنقة”، ثم نعيد طلاء سور مدرسة عبدالرحمن الدعيج في الصباحية قطعة واحد بثلاثة وعشرين ألف دولار، ونمنح جمهورية بازاوندافيستان مليار دولار، ثم نمنح الوزير علي العمير ستة مليارات دولار لدراسات جدوى يختارها بضميره الحي، ونمنح الدكتورة رولا دشتي ملياري دولار لدراسة جدوى، بشرط جزائي قيمته ثمانية مليارات دولار، ونتخلف عن سداد المليارين فندفع الشرط الجزائي للدكتورة، ونشيّد مبنىً للأوبرا بسبعة مليارات دولار، فيتساقط المبنى منذ الشهر الأول، فنعيد تصميمه بخمسة مليارات دولار، فيسمح سقفه بخرير الماء، فنحيله إلى الديوان الأميري، الذي يعيد صيانته بملياري دولار، ونجلب فناني العرب للاحتفال بافتتاحه بمبلغ مليار دولار، ووو…
وهكذا، يكون الشعب، الذي هو العمير ويعقوب ورولا والنواب والوزراء ومن جاورهم، قد استفادوا، وتكون مدرسة عبدالرحمن الدعيج والشارع المحاذي لقصر العدل قد استفادا. فيأتي الأخ أبو طرمبة، فنضرب كفاً بكف حسرةً على تأخره: “يا ليتك جئت قبل نصف ساعة”، ونُخرج له جيوبنا من الداخل، فيشتمنا ويتوعدنا ويغادر.