الشباب هم روح الأمم، فهي تتكئ عليهم في الصعاب والملمات، وبدونهم تكون في أشد حالات الضعف والوهن، لأنهم القوة الضاربة، والطاقة المنتجة، واليد العاملة، والعقول المبتكرة، والقلوب الحالمة، وقد تتجه الحكومة إلى دعم مجموعات وطوائف مختلفة من بلدنا، تاركة الشباب يواجهون مصيرهم في ظل هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب العالم بأسره وهذا خطأ.
فالشاب في مقتبل عمره يود أن يجد نفسه ويصنع ذاته ويرغب في تحقيق طموحاته، وربما تكون هذه الطموحات متباينة ومختلفة كماً وكيفاً، فدعم الشباب لا يتأتى بالعنصر المادي، فربما يبحث الشاب عما هو أكثر من ذلك، ربما يبحث في محيطه عن تحقيق ذاته علميا أو اجتماعيا أو حتى سياسيا، ومن بيدهم الأمر لا ضرر لو دققوا في هذا الأمر.
إذاً يجب علينا كحكومة وشعب أن نحتضنهم، ونحاول بقدر الإمكان أن ندعمهم، ونلبي كل ما يرغبون فيه، وليس هذا تدليلا ولا منّاً عليهم، بل إن فعلنا هذا فإننا نعزز في نفوسهم قيمة الوطن والانتماء إليه، ونكوّن رغبة عارمة لديهم في نقله نقلة نوعية إلى مصاف الدول المتقدمة، ومن منا لم يعِ درس اهتمام رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، حينما كان يختار من الشباب المسلمين الناهضين من يتحملون عبء القيادة، كأسامة بن زيد رضي الله عنه حينما جعله المصطفى، صلى الله عليه وسلم، على رأس الجيش.
وبهذا فإننا نرى عبقرية محمد، صلى الله عليه وسلم، في الاهتمام بالشباب ودعمهم ماديا وسياسيا وأدبيا، ولا أقصد بهذا تجاهل بقية المواطنين أبدا، بل إني سأجد من هم كبار في السن سعداء جدا بتلقي الشباب دعم الحكومة، ولن تجد أحدا يتمنى الخير لأحد كتمنيهم لأبنائهم.
ودعم الدولة للشباب ذو فوائد جمة، على رأسها أن يقف ذلك الدعم حائلا منيعا وسدا فولاذيا بينهم وبين الانضمام للجماعات المتطرفة ذات الفكر التكفيري، وما أكثرها في هذه الأيام… وفقنا الله جميعا لما فيه الخير لوطننا الجميل.
ظنكم لكم وحسن نيتي لي ورب البيت كريم.