لكل شيء في الدنيا علامات تدل على وجوده خصوصا فيما يخص الإنسان، فكثيرا ما نسمع أن علامات النعمة واضحة على فلان من الناس حتى ان أغلب الأمراض لها علامات تتضح على المصاب بها دون أن يخبرك أنه مصاب بها، فمن يصاب بانفلونزا تسمع صوتا لخشمه يسمى «مناشق» بعد أن يصبح أحمر اللون وتجده كثير العطس والتنهد وهو مرض معد.
لكن هناك مرضا خطيرا جدا قد تكون عدواه مؤثرة جدا وحتما ان تمكن من المصاب به فإن آثاره تؤثر على الجميع وعلى مسافات بعيدة وهو مرض «الحمرنة» وهو مع الأسف لا يجعل من يصاب به يقلد نهيق الحمير كما حصل مع ولد أبوصالح بياع الثلج في درب الزلق حين أكل طعام الكلاب ولكنك ستكتشفه من خلال تفكيره.
من علامات الحمرنة الواضحة تصديق أي معلومة والعمل بها بحجة أنه قرأها في مطبوعة أو شاهدها في تلفزيون أو سمع بها في ديوان أو تلقاها من بعض من يدعون التدين لمجرد أن هذا المدعي يملك لحية طويلة أو عمامة ويأمره بأن يفعل ما لا يقبله عقل أو دين من إلحاق الضرر ببلده أو المسالمين تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان.
الحمرنة ليست مقصورة على السائرين خلف المستغلين للدين للتكسب بمصالح دنيوية ولكن تشمل من يتكسبون بالوطنية الزائفة ومدعي الاصلاح وهم يبغون من خلالها مصالح خاصة، وقد أثبت كثير من التجارب التي شاهدناها في الحياة أنه لا فرق بين الحمرنة والدعشنة.
أدام الله من استخدم عقله للتمييز بين الصواب والخطأ، ولا دامت الحمير الكبيرة التي تفرح بحمرنة ودعشنة البشر الاغبياء.