العالم المتقدم يتجه إلى اليمين، وفي اليمين يسكن المجانين، وسيد المجانين دونالد ترامب. وها هو ترامب، بشعره النحاسي ووجهه البلاستيكي، يسحب أميركا من ياقة قميصها إلى اليمين، ويسحب الكوكب معه خلفها.
حتى أوروبا الرقيقة، العاشقة للجمال والهدوء والعدل، اتجهت يميناً، بسبب الدواعش وأمثالهم من “خدام الاستخبارات”. وبات جزء كبير من الأوروبيين ينادي بحصر أعداد “الغرباء في أوروبا”، وعلى رأسهم المسلمون، كي يمكن لهم التخلص منهم دفعة واحدة وإلى الأبد.
وسيطرة اليمين على كراسي الحكم في أوروبا وأميركا، تعني أن الكوكب يضيق على ساكنيه، فكل حاكم يميني سيغلق أبواب بلده في وجوه اللاجئين الباحثين عن ظل شجرة، ويطرد من هم في داخله من اللاجئين والمقيمين.
وهذا يعني أن الديكتاتوريات العالمية، والعربية تحديداً، ستكون المستفيد الأكبر من اتجاه الكوكب إلى اليمين. ويعني أيضاً، أن على اللاجئين الهاربين من طغاة بلدانهم، الاتجاه إما إلى أميركا اللاتينية، أو البحث في قوانين اليابان عن إمكانية اللجوء، أو الخيار المفضل لجميع المظلومين، تركيا. لكن هذا يعني، بدوره، أن على تركيا أن توسع خريطتها لتستوعب كل ملايين القلوب الخائفة القادمة من أقطاب الأرض. وتركيا “ما فيها يكفيها”.
فها هم المصريون يملأون شوارع تركيا وأزقتها، وها هي أكتافهم تصطدم بأكتاف السوريين، والعراقيين، والخليجيين، واليمنيين، والليبيين، والأفارقة، وغيرهم من أجناس الشعوب وطبقاتها.
باختصار؛ تعريف سيطرة اليمين على أوروبا وأميركا، هو أن أوروبا وأميركا ستدفعان المظلومين في الأرض، باليمين، إلى تركيا وأميركا اللاتينية.