اكتشاف حطام الطائرة المصرية المنكوبة في اليوم التالي للحادث وضمن اعماق من السهل الوصول اليها، امر سيساعد الحطام للحديث مع المحققين والمختصين والباحثين عن حقيقة ما جرى والصراخ بالنهاية بأسماء الجناة والفاعلين، فالطائرات لا تسقط بالمصادفة من السماء ووراء كل كارثة فاعلون إما عن قصد وسبق اصرار وترصد او عن جهل وتسيّب العمال.
***
في كل الأحوال سيستخدم المحققون معلومات الصندوق الأسود الموجود ضمن حطام الطائرة لمعرفة الاسباب المحتملة للحادث كي يمكن تفاديه مستقبلا وعدم تكراره، وهذا السبب الرئيسي الذي جعل عالم الطيران اكثر وسائل النقل أمنا في العالم رغم الارتفاعات الشاهقة التي يحلق بها والسرعة البالغة التي يطير بها والاجواء المضطربة والرياح القوية والتباين الشديد في درجات الحرارة التي يعمل من خلالها بعكس جميع وسائل النقل الاخرى التي تسير على الارض او فوق سطح البحر وضمن سرعات متدنية واجواء ثابتة ودرجات حرارة غير متغيرة، بينما تقلع الطائرة على سبيل المثال ودرجة الحرارة 40 فوق الصفر وخلال نصف ساعة تصبح درجة الحرارة حولها 40 درجة تحت الصفر.
***
وسيكشف الصندوق الاسود سريعا اسباب الحادث، وما نرجوه هذه المرة تعلما مما حدث بالماضي القريب ان يتفق المحققون على ما يأتي به الصندوق وحطام الطائرة وجثث الضحايا وان يصدر بالتبعية وخلال ايام قليلة من قراءة واستماع كبار الخبراء والمختصين لما في الصناديق من ملعومات وعدادات، تقرير اولي للحادث، وان يتم الابتعاد كليا عن المقولة السابقة بضرورة الانتظار حتى صدور التقرير النهائي الذي يتم بعد عدة سنوات، وخير مثال على المهنية والمصداقية ما قامت به شركة لوفتهانزا بعد سقوط طائرتها «جيرمن ونغ» حيث اعلنت ان مساعد الكابتن هو سبب الحادث ولم تحاول التسويف والمضر بالدعوى لانتظار التقرير النهائي الذي يصدر بعد سنوات من المفاوضات بين المحامين وشركات التأمين وممثلي الشركات الصانعة والمستخدمة لصياغة ذلك التقرير جملة جملة وكلمة كلمة وحرفا حرفا!
***
وفي حال ثبوت وجود تفجير على الطائرة المصرية ستتم محاولة معرفة نوع المادة المتفجرة ومكان زرعها وفحص الجثث والحطام والكراسي وحتى الشنط، ففي حادث البان ام 103 الشهير فوق اسكتلندا تم الوصول للفاعلين عبر معرفة المادة المتفجرة التي ثبت انها بيعت الى ليبيا ودلت الملابس المحترقة الموجودة في نفس الشنطة المتفجرة على شخصيات من اشتروها من احد المحلات في مالطا وكانوا من عملاء القذافي، وفي حال توجيه المحققين اصابع القصور لهذه الجهة او تلك يتوقعون الاقرار بذلك القصور من الجهة المعنية لإصلاحه وليس الانكار غير المهني الذي لا يفيد احدا كما تظهر التجارب!
***
أخر محطة:
(1) تحتفظ شركة مصر للطيران ومنذ سنوات بسجل طيب في مجال السلامة الجوية أهلها لأن تنضم إلى تحالف النجوم الدولي مع شركات الطيران العالمية مثل اللوفتهانزا والكندية والسنغافورية والنمساوية والتركية وغيرها، كما سمح لها بسبب سجلها الجيد بالتشغيل لدول الاتحاد الاوروبي التي تمنع كثيرا من شركات الطيران من التشغيل لمطاراتها.
(2) وقوع حادث لشركة طيران لا يدينها بل قد تثبت التحقيقات حسن ادائها وكفاءة واحتراف ادارتها ومهنية العاملين فيها ومن ثم قد يثني التقرير النهائي عليها، العكس من ذلك بالطبع اذا ما ثبت عدم كفاءة ادارتها واستهتار وتسيب العاملين فيها!
(3) يمكن للصندوق الاسود ان يثبت او ينفي ان كان الانفجار قد حدث وان كان هو ما ادى لإشكال الكهرباء الذي لربما ادى الى سقوط الطائرة المنكوبة، الحطام وجثامين الضحايا اذا ما اكتشفت مبكرا وكذلك اماكن جلوس الركاب بالطائرة وحالة الكراسي يمكن ان تحدد نوع المادة المتفجرة واين وضعت وانفجرت تحديداً.