لا أعرف من الذي قال «الكذب ملح الرجال» وقد تعبت حتى «غلب» حماري وأنا أبحث عن الحمار الذي قالها لكنني تيقنت أنه شخص لم يصدق في أي قول نهائيا، ووجد تلك المقولة في طريقه وعممها حتى صدقها كثير من الناس وأصبح كثير منهم ينتهج نهجه.
هذا النهج أصبح معمما على مستويات كبيرة فأصبح الكثير من الناس يصفق للكاذب، لكن هناك أمرا مهما يجب أن ينتبه إليه المصفقون وعليهم أن يتذكروا مقولة حقيقية وواقعية تقول «الطيور على أشكالها تقع»، فقد ينطبق المثل على من صدق الكاذب.
لن ألوم المساكين الذين ينطلي عليهم الكذب البسيط لكن حين تكون الكذبة بحجم حفارة نفط فإن من يصدقها يكون قد مارس الكذب في أكثر من مناسبة وهي نفس قصة «حمود والضب» الذي نصحه أشقاؤه بعدم الكذب واتفقوا معه على أن ينبهوه حين يكذب، وفي إحدى المرات أخذ يحدث مجموعة من الضيوف عن إحدى رحلاته للقنص ولم يجد ما يصطاده إلا ضبا فعلمه الصيد وبعدها شاهد أحد طيور الحباري وأرسل صقره خلفها، لكن الحبارى ابتعدت كثيرا عنه، ففك وثاق الضب وحينها صاح به شقيقة «تكفى يا حمود لا يطير الضب».
ونصيحتي للبعض بأن يراجع كل أقواله، فالكذبة تعرف من كبرها، فهناك أمور تصدق وأمور لا تصدق، وأتمنى من كل الناس أن يمسكوا «ضبانهم» أضمن لهم ولها، فليس كل ضب يطير حتى لو كان ضب خمس نجوم!
أدام الله من حدث بالممكن والمعقول، ولا دام من يريد أن يطير ضبانه في سمائنا!