بين فترة وأخرى يثير التيار الليبرالي وداعموه من الفكر العلماني قضية الاختلاط، ويشغلون الساحة الاعلامية بخطاباتهم وكتاباتهم وتحقيقاتهم! وكأن البلد فرغ من بقية المشاكل، وكأن المواطن يعاني الأمرين من قانون كلنا نعرف أنه لم يطبق التطبيق السليم حتى اليوم مراعاة لخاطر بني علمان!
بالامس تقدم خمسة من نواب مجلس الامة باقتراح قانون يمنع الاختلاط في بعض المؤسسات التعليمية، وواضح من توقيت هذا التقديم ان تبرئة الذمة لها دور في الموضوع اذا قدمنا سوء الظن، وللحقيقة لم يلتفت الناس في الكويت الى هذا المقترح لعدة أسباب نعرفها جميعاً، ولعل منها مدى تأثير هذا المجلس في قرارات الحكومة والشأن العام، لكن الزملاء في التيارات الليبرالية والعلمانية، ولعدم وجود قضايا تشغلهم، تلقفوا هذا المقترح وكأنهم ما كذبوا خبرا، فبدأوا بشن حرب ضروس على التيار الاسلامي ومبادئه وأفكاره، وواضح من الحملة العلمانية افلاس أصحابها فكرياً، لأنهم استعملوا فيها كل جميع أنواع الاسلحة التقليدية والمحرمة دولياً!! ثم بالاخير يأتي من يتهم الاسلاميين بالضحالة والتهميش في طرح الافكار!
الحقد يعمي صاحبه، وهذا ما يحدث كثيرا للبعض عندنا بالمنطقة الخليجية، حيث ان كره هذا البعض للدين ولكل ما يمت له من متدينين ومظاهر اسلامية ومفاهيم، يجعله كما يقول المثل الشعبي، «يضيع الجادة»، خذ مثلاً ما يحدث من تطور نوعي في المجتمع التركي، حيث الجميع أثنى على الخطوات الجبارة التي نقل بها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الاسلامية، تركيا الى ما هي عليه الآن من منافسة أكثر الدول المتطورة في الخدمات وفي الاقتصاديات، ومع هذا يأتي بعض الحاقدين عندنا ليبحث عن أخطاء هذا الحزب وبدلاً من أن يفرح لمشاهدة دولة اسلامية تنجح في مسيرتها نجد الحقد يطغى على مشاعره لدرجة لا يستطيع ان يخفيه في كتاباته، صحيح انه هو نفسه مسلم، لكن الحقد جعله يكره كل ما يمت للدين بصلة، فصار يكره الحجاب ويشمئز من رؤية اللحية تغطي وجه صاحبها وينفر من سماع صوت الاذان، ويضيق صدره وهو يرى نجاح مؤسسة اسلامية أو انتشار ظاهرة دينية!
ما يقوم به دعاة الاختلاط اليوم هو شكل من أشكال هذا الحقد الذي يملأ القلوب ويعمي البصيرة! ونوصيهم بالتفرغ للمساهمة في حل مشاكل البلد المتضخمة مثل الفساد، الذي انتشر في جميع المؤسسات ومثل التضييق على الحريات العامة وازدحام المحاكم بقضايا الرأي وسجن النشطاء السياسيين وغيرها كثير.
هذا الملعب يسعهم ويسع غيرهم، فلماذا تركوه واتجهوا الى التنقيب عن أخطاء التيار الاسلامي ومحاربة الظاهرة الاسلامية؟! نؤكد لهم أن الحكومات في المنطقة ستكفيهم هذه المهمة!