في عام 1970 -وتحديدا بآواخر شهر أيلول «سبتمبر»- وفي عز الصراع الدموي في العاصمة الاردنية عمان ومنظمة التحرير الفلسطينية كان اجتماع القاهرة الذي بادر بطلب عقده الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» لوقف نزيف الدم بين الجيش الأردني وحركة «فتح» المكون الرئيسي لمنظمة التحرير وبحضور الملك حسين وعرفات و.. القذافي!! في ذلك الاجتماع اشتد الجدل بين «القذافي» المندفع وبين الملك حسين «الهادئ» والذي زاد هدوؤه من نرفزة وعصبية زعيم الثورة الليبية، ولانه كان – وقتها- «رئيس مجلس قيادة الثورة» فقد ارتدي البدلة العسكرية بحزام مسدسه، فما كان منه إلا ان مد يده إلى قبضة سلاحه عازمًا إخراجه وإطلاق النار على الملك الاردني، لولا إن امتدت يد عبدالناصر وأمسكت بيد صاحب الكتاب.. الأخضر وملك ملوك أفريقيا. بعد ذلك بعشرين سنة!! في عام 1990، وخلال الشهر ذاته «أيلول – سبتمبر»، وصل الي طرابلس -الغرب» وفد شعبي كويتي كان يلف الوطن العربي باحثا عن صدور حانية ليذرفوا عليها دموع وطننا المحتل من «الشقيق العربي» المناضل صاحب البوابة الشرقية صاحب قادسية صدام المجيدة، قائد حزب البعث العربي الاشتراكي، مرعب الفرس المجوس وقاتل صهريه -فيما بعد- نائب الرفيق المؤسس ميشيل عفلق، سيادة الرئيس القائد صدام حسين التكريتي «حفظه الله ورعاه»! زار الوفد المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وحان دور لقاء «مفجر ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969» العقيد معمر أبومنيار القذافي!! وصلت سيارات إدارة البروتوكول الليبي الي مطار العاصمة؟ حيث أقلت الوفد الكويتي عدة سيارات دفع رباعي اتجهت في موكب مهيب الي عمق الصحراء ولأكثر من ساعة ونصف الساعة مما دفع بأحد أعضاء الوفد ليقول لصاحبة في السيارة: «يبدو أننا سنلحق بالإمام موسى الصدر ورفيقيه» في إشارة الي الزعيم الشيعي «موسى الصدر» الذي اختفى من على وجه الأرض بعد تلقيه دعوة لزيارة الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى في عام 1978 قادمًا من العاصمة اللبنانية بيروت وبرفقته اثنان من الصحافيين اللبنانيين بعد ساعات قليلة على لقائه مع القذافي في خيمته وحدوث جدل بينهما انتهى بـ«انقراض الضيوف الثلاثة» الى.. الأبد. المهم وصل الوفد الي خيمة «القذافي» الذي استقبلهم بحفاوة بالغة وتحدث معهم بلطف زائد، ربما تعاطفًا مع الشعب «اللاجي» – رقم 2- في أمة العرب بعد الشعب الفلسطيني!!أحد اعضاء الوفد الكويتي ربما كانت لديه ذاكرة قوية أو مهتما بتفاصيل أحداث القمم العربية، فما كان منه الا أن قال للقذافي: «سيادة العقيد.. لقد صدمنا بموقف الأردن والملك حسين من قضية غزو الكويت، ولم نكن نفكر للحظة واحدة أن هذا البلد الذي يعيش نصف مليون إنسان من حملة جوازات سفره على أرضنا بأمن وسلام ينحاز مع القاتل ضدالقتيل ، ومع المجرم ضد البري»!!
ثم سكت صاحبنا الكويتي المتألم لثوان وأكمل: «لقد مددت يدك إلى مسدسك خلال اجتماع القاهرة في أيلول 1970 بعد المذابح التي ارتكبها الجيش الاردني ضد الفلسطنيين لتقتل (…)؟؟ هنا كانت المفاجأة للجميع، للوفد الكويتي ولرجال البروتوكول الليبي، وحتى للحرس النسائي الخاص المحاط بهم، حين أطلق الزعيم الثوري ضحكة عالية ورد على المتحدث قائلا: «ها؟ وش رايكم؟ عجبتكم حركتي.. هذه»؟! كان يتحدث عن «حركته» هذه وكأنه طفل عمل حركة «شقلبة» أمام والده ليلفت انتباهه.. ويبهره! لو اعتمد الكويتيون على «القذافي» لتحرير وطنهم، لكان اسمي الآن تحول من «فؤاد عبدالرحمن الهاشم» إلى … «جبار كاظم عليوي شعفاط»!!
آخر العمود
صدام حسين قال في لقاء صحافي مع جريدة كويتية خلال الحرب العراقية الإيرانية: «العراقي بس تنطيه تفاحة يريدن منك سلة فواكه! عشان هيجي لاتنطيه تفاحة، خله يحلم.. بيها طول عمره»!! إن كان العراقي سيحلم – في عهد صدام- بالتفاحة، فمتى سيأكل.. «الفراولة»؟!