عبدالله النيباري

المطلوب التصدي للفكر التكفيري والتطرف الطائفي

أبلغ رد على جريمة التفجير الذي وقع في مسجد الإمام الصادق، كانت المشاعر الجارفة التي أبدتها جميع مكونات الشعب الكويتي، أو غالبيتهم العظمى، باستنكار الجريمة البشعة، ومواساة أهالي الشهداء والجرحى، شفاهم الله. كان مشهداً رائعاً طوابير آلاف المعزين، الذين تدفقوا على مسجد السوق الكبير وقاعة اليوسفي، وكذلك طوابير المتبرعين بالدم في مركز الدم والوافدين إلى مستشفى الأميري، للاطمئنان على الجرحى.
أمل الجميع أن تتعمَّق هذه المشاعر وتتحوَّل إلى قناعات راسخة تختزن في العقول والأفئدة، لتعزيز التلاحم في وحدة وطنية إطارها التعددية وقبول الآخر واحترام الرأي والمعتقد، وأن يتجلى ذلك في سلوكنا الديني والثقافي والاجتماعي والسياسي، وذلك مسؤولية أصحاب العقول النيرة والفكر الرصين والنوايا الصادقة والإرادة الصلبة… إنها مسألة كفاح ونضال طويل، للوصول إلى تعزيز شعار الوحدة الوطنية، وتحويله إلى واقع ملموس، لمواجهة التحديات التي تستهدف تمزيقها، وخصوصاً ونحن نمرُّ بأحرج الظروف في الإقليم العربي عموماً، وفي الجزيرة العربية والخليج خصوصاً.
متابعة قراءة المطلوب التصدي للفكر التكفيري والتطرف الطائفي

أ.د. غانم النجار

ما بعد الاستنكار

بعد جريمة مسجد الإمام الصادق، هل سنتعلم الدرس أم سنفعل كما فعلنا بعد الغزو، ونعيد إنتاج خطاب الكراهية؟
الظروف الإقليمية الحالية أكثر تعقيداً والبنية التحتية لمؤسسات الكراهية أكثر تجذراً، فهل سنتمكن هذه المرة من استعادة مجتمعنا المختطف؟ وهل سنتمكن من البدء في بناء مجتمع متوازن، منفتح، مرتكز على قيم العدالة والتسامح، والمساواة، والحرية وسيادة القانون، وقبل هذا وذاك كرامة الإنسان؟
تحل علينا بعد شهر الذكرى الـ25 للغزو، ومع اختلاف التفاصيل، فإن في ملامح الجريمة الإرهابية الأخيرة طعم ولون ورائحة الغزو. فقد عشت الحدثين وأستطيع استشعار التشابه بينهما.
متابعة قراءة ما بعد الاستنكار

سامي النصف

بعد أن وصلت السكين للأعناق!

بعد ان وصل الارهاب الى قدس الاقداس اي الى المساجد، وتم قتل المصلين الركع السجود بقصد خلق الفتنة بين المسلمين من قبل المنظمات المشبوهة كحال داعش، لم يعد هناك مجال للمجاملة ودماء الابرياء تجري ساخنة وسكاكين اعداء الاسلام تسل لنحره من الوريد الى الوريد، نقولها مدوية ولمصلحة المسلمين جميعا، على بعض علماء السنة التوقف ودون ابطاء عن تكفير الآخرين من سنة وشيعة وطوائف أخرى شركاء لنا في الاوطان، فجميع التفجيرات قامت على نهج التكفير، كما على بعض علماء الشيعة التوقف عن التعرض لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه كونها الاكثر فاعلية بيد من يثير الكراهية ضدهم.

***

ويجب أن تصدر قوانين خليجية صارمة تجاه من يثير الكراهية والاحقاد ويضر بالوحدة الخليجية، ومعها ضرورة خلق مناهج معتدلة موحدة لمواد الدين والتربية الوطنية، كما يجب ان تسقط الجنسية الخليجية عمن يمارس الارهاب ويقتل الابرياء كحال القوانين الاوروبية والاميركية المستجدة التي تسقط جنسياتهم حتى من يذهبون للقتال خارج شرعية بلدانهم.

***

ومن الامور الواجب النظر فيها اصدار تشريعات خليجية تحرم وتجرم اعطاء البيعة لأمراء دين خارج القيادات السياسية للدول، كما يجب شعبيا اتخاذ موقف خليجي موحد مع الشرعيات لا مع الميليشيات المسلحة في الدول المجاورة مثل العراق واليمن، فما شجع «داعش» وامثاله الا عدم وقوفنا جميعا وبشكل حازم ضد الميليشيات الخارجة عن الشرعية ضمن معايير مزدوجة غير مقبولة تجعل الخروج على الشرعية مقبولا منا ومرفوضا إن أتى من غيرنا.

***

ان مخطط الفتنة الداعشية لا ينتهي بالعمل الارهابي بل يبدأ بعد التفجيرات مباشرة، حيث يتم تحريك وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء مزورة تشتم هذا الطرف ثم تشتم ذاك بقصد خلق الفتنة والاستفادة من العمل الاجرامي، لذا فعلينا الحذر الشديد ممن يحرضوننا على شركاء الاوطان بقصد تخريب دولنا تحت اي حجة او ذريعة.

***

آخر محطة:

(1) تعلم العقول الشريرة المختصة في «داعش» ان الشباب المغرر به قد يتراجع في آخر لحظة بعد ان يخبره عقله او ضميره ـ إن وجدا ـ بهول ما سيقوم به، لذا يعطى الشاب في يومه الاخير المخدرات كي تغيب عقله وتفصله عن واقعه وتشعره بالسعادة الكاذبة ليقوم بجريمته بضمير مرتاح.

(2) لذا، يمكن عبر توعية امنية اعلامية خليجية للجمهور معرفة الانتحاريين والتعامل معهم قبل ارتكابهم جرائمهم.