عبرت الكويت الحبيبة في إبحارها على مر الزمان خلجان الفتن و محيطات الدسائس و المؤامرات السياسية ، حيث كان ولا يزال درعها الحصين حسن التعايش السلمي بين أفرادها ، فبترابطهم وحنكة رأيهم صنعوا كويت الحاضر . وذات نهار شديد الحرارة أخرجت أفعى “الكوبرا” رأسها من ذلك الجحر المخبأ في صحراء الوطن بحثاً عن الماء و الغذاء ، و كان لها ذلك فور تسلقها سلم المطالب المحقة للشعب الكويتي في حاجته للإنتقال بجميع قطاعات الوطن نحو التقدم ، مبتعدين عن مخلفات الماضي الذي لم يعد يلبي طموحات الشباب بالتقدم المعماري و العلمي بالإضافة إلى الصحي والخدمات العامة ، وصولاً لإعلان التكتلات السياسية بنظام المحاصصة الحزبية … تلك الأفعى لم تجد لها طعام ألذ مذاقاً من إشعال النعرات الطائفية و تعزيز القبلية ، حتى أنها باتت تبث سمومها في جسد السلطات الثلاثة ، “التشريعية ، التنفيذية ، القضائية” لعلها تنال سدة الحكم لتعلن عن ولادة مملكة الكويت أسوةً بجيرانها الذين لا ينفكون يدعمون الأفعى ، بالغطاء القانوني الزائف عبر توقيع معاهدات دولية خانقة لأصوات العقول الحرة في كويتنا الأبية ، على غرار الإتفاقية الأمنية و ما يسبقها من الإعلامية و الإستثمارية ، فهل يكون الحل في المواجهة المسلحة بين المواطنين ؟ كيف يكون ذلك و قيمنا التي ترعرعنا عليها هي حسن التعايش السلمي ؟ ، مما لا يدعوا للشك بأننا نتأثر بما يجري حولنا في العالم ، كما نأثر نحن فيه ، فنجد بأن الحكومة الكويتية تستخدم مضادات لسموم تلك الأفعى ، تارةً عن طريق إقصاء السياسيين و تارةً أخرى عن طريق المنح المالية،فيكون العلاج آني وليس ناجعاً،بحيث يقضي على السم من أساسه أي بقطع رأس الأفعى ، ربما بسبب غياب القائد المثقف العامل خلف الجهلاء المتنفعين في مختلف مراكز القرار بالدولة من عملاء تلك “الكوبرا” السامة ، أو يكون السبب هو عدم وجود خطة زمنية محكمة تحاكي الواقع و تستفيد من الدراسات و البحوث التي يعدها أصحاب العلوم من دكاترة و مثقفين و أدباء !!! ، إن جميع الإحتمالات السابقة جديرة بالأخذ بها و دراستها،ليس ذلك فحسب بل هناك المزيد مما أمتنع عن ذكره في مقالي لأسباب تتعلق بالمصلحة العامة ، هنا أصل إلى نتيجة حتمية مفادها ستبقى الكويت بأمن و أمان و نتقدم بمتطلبات و طموحات المواطن بشرط أساسي ألا وهو إستئصال سادة العروش الجلدية ، من سدة الحكم في جميع وزارات الدولة و الهيئات الحكومية ثم إستبدالهم بقادة أصحاب رؤية مستقبلية و خطة عمل ذات هدف واضح ، لإيصال الكويت إلى مصاف الدول المنتجة ، وليس عزلها شيءً فشيء خلف قضبان الفتن الطائفية وسموم الأفعى الحمقاء ، التي خرجت من الصحراء القاحلة لتسكن بيوتات الكويت العامرة.