انتشرت على وسائل التوصل تقارير آراء لشخصيات ووكالات سياحة وتقييم وضع مطارات مختلف دول العام. وجاء في احدها أن مطار الكويت حصل على درجة واحد من عشرة في كل شيء تقريبا. وقالت وكالة التصنيف إنه لم يكن بوسعها إعطاء درجة «صفر» من عشرة، لأنها غير موجودة.
لا نتفق طبعا مع رأي الوكالة، فمطارنا سيئ ولكن ليس بهذه الدرجة، ولو قورن وضعه بمجمل وضع بقية مرافق الدولة لربما أعطي القائمون على المطار «بعض» العذر، فهل وضع الموانئ البحرية او البرية لدينا افضل مثلا؟
لقد سبق ان شكلت الحكومة لجنة لإزالة التعديات على أملاك الدولة، وقامت بقيادة رئيسها السابق، بإنجاز الكثير، ولا يزال هناك ما هو مطلوب القيام به، وبشكل مستمر، ولكن يبدو أن صوت اللجنة، كما توقعنا، قد خفت كثيرا.
ما نحن بحاجة إليه هو تكوين لجنة لإزالة مختلف المظاهر البشعة والسيئة في وطننا الصغير، والذي كان يوما جميلا، وأن نعيد له رونقه.
فهناك الكثير من المناظر البشعة والمباني المتهالكة، والإدارات الحكومية المهمة التي هي بأمس الحاجة لإعادة الحياة لها، وتنظيفها وجعلها أكثر إنسانية وصديقة للبيئة. فكيف يمكن أن نقبل وجود مئات المساجد المبنية من الحديد الكيربي، والتي لا يعرف أحد ما يجري فيها؟
وكيف يمكن قبول وجود موظفين يعملون منذ سنوات طويلة، في دولة ثرية، ومكاتبهم مصنوعة من مواد متهالكة تفتقد أدنى درجات السلامة والذوق والراحة؟
ما فائدة وجود إدارة إطفاء إن كان آلاف موظفي الدولة لا يزالون يعملون في بيوت خشبية جاهزة الصنع انتهى عمرها الافتراضي يوم تم تركيبها، وقيل لهم إنها مؤقتة، ولا تزال مؤقتة منذ عشر أو عشرين سنة، فليس هناك دائم في الكويت مثل المؤقت؟!
لقد قالها خالد المسعود قبل نصف قرن تقريبا، من أننا لسنا بحاجة لوزارة تعليم بقدر حاجتنا لوزارة تربية. ونقولها هنا إننا لسنا بحاجة لبناء أضخم المسارح وأكبر الحدائق واعلى المباني الحكومية، بقدر حاجتنا للتخلص من مكاتب الكيربي والمكاتب (البيوت) الخشبية المتهالكة، فقد شبعنا من الفوضى والتسيب والاهمال، وفوق ذلك الحرمنة.
الوضع في الدول الخليجية الأخرى يبدو أفضل حالا. ففي بعضها توجد سرقات في المشاريع الكبرى، ربما أكبر مما يحدث لدينا من سرقات، ومع هذا تنجز فيها المشاريع في نهاية الأمر. وبعضها الآخر تكاد تخلو من الفساد والسرقات، وتنجز المشاريع فيها بأقل الأسعار وأفضل المواصفات! ألا يستحق هذا الوطن شيئا أفضل؟
ملاحظة: يقال إن مشروع المبنى الجديد للمطار سيعاد طرحه، بسقفه الخرساني الفريد في غرابته وتكلفته، التي تتجاوز %25 من كامل المشروع، فهل من منقذ؟