لو اختلفت مع ابنك وأبقيته في بيتك فعادة ما تنتهي الأمور بسلام ووئام، أما عندما تقوم بطرده من البيت أي ملجأه الآمن فالأرجح أنك ستدفع لاحقا أثمانا باهظة لذلك الفعل كونه على الأرجح سيضطر لمصادقة من سيدله على دروب الشر والإجرام للعيش، وهذه البديهية هي أحد الأسباب الخفية والحقيقية للدمار الذي تشهده الساحة العربية!
***
كان الإنجليز إبان حكمهم واحتلالهم للدول العربية حكماء بهذا الشأن فعندما اختلفوا مع الزعيم أحمد عرابي وصحبه وسعد زغلول ووفده وحتى مع المرحوم عبدالعزيز الشملان ومن معه في البحرين لم يطردوهم من بلدانهم ويتركوهم عرضة لاحتمال تأثير القوى المنافسة كالفرنسيين وغيرهم عليهم بحكم حاجتهم لوطن بديل وسبل للعيش، بل قام الإنجليز عند النفي المؤقت للزعامات الوطنية سالفة الذكر وغيرهم بإسكانهم في قصور بالمنفى وتخصيص مبالغ مجزية لهم تحفظ كرامتهم بل تم تخصيص أفضل كبائن السفن، ومنها كابينة القبطان كما حدث للعم عبدالعزيز الشملان، لهم في طريقهم للمنافي! متابعة قراءة الجذور التاريخية لما يجري بالمنطقة!