اجتاحت البلاد قبل ايام موجة غبار نتج عنها تراكم كميات من الرمال الناعمة على الطرق السريعة فقُطعت طرق سريعة حيوية، واختفت معالم أخرى بصورة كاملة، مما أدى لتعطل مصالح الكثيرين والتسبب في وقوع حوادث مرور.
وبالرغم من أن لدينا هيئة للزراعة وأخرى للبيئة، تصرف عليهما الدولة الشيء الكثير، إضافة لجمعية أهلية للبيئة أكثر نشاطا، هذا خلاف مسؤولية وزارة الأشغال المباشرة عن بقاء كل الطرق صالحة للاستخدام في جميع الأوقات، فإن غالبية هذه الجهات على غير استعداد للتصدي لجذور هذه الظاهرة الطبيعية أو التخفيف من أضرارها، التي قد تتفاقم في السنوات المقبلة.
تصريح وكيل الأشغال المساعد لشؤون الصيانة جاء مفاجئا عندما قال إن الوزارة استعانت، بصورة ودية، بآليات بعض الشركات لإزالة كثبان الرمال (السافي) من على الطرقات، وذلك بسبب عدم قدرتها على القيام بواجبها في الإزالة لأن وزارة المالية لم تعتمد الميزانية الخاصة لمثل هذه الأعمال! ولا أدري كيف يمكن تحت هذه الظروف الإدارية التعيسة التفكير في بناء مفاعلات نووية في الكويت لإنتاج الطاقة، كما يقترح بعض الإخوة!
كلام الوكيل بين مدى عجزنا، وكيف أن الوزارة فوجئت بالرمال تغطي الطرقات صيفا، كما فوجئت قبلها بمياه السيول تسد مجاري الأمطار شتاء! ولا أدري لمَ لم يزعج خاطره ويحذر من وقوع المشكلة مسبقا، ولكن هذه قصة أخرى!
مشكلة السافي ليست جديدة، وتتكرر سنويا، والسبب فيها لا يتعلق بالطبيعة فقط بل بما يتبع من سياسات زراعية وبيئية، وهي في غالبها فاشلة، بسبب افتقادها الحزم وليس المال. فمن يستخدم طريق العبدلي والوفرة بشكل مستمر يرى كم الجمال السائبة التي تجوب مناطق عدة على جانبي الطريقين وحولهما، وحتى داخل المحميات. كما يعرف الكثيرون أن الرعي الجائر خرب، ولا يزال يخرب يوميا مناطق عدة في البلاد ويصحرها أكثر مما هي صحراوية، ولا أحد يود التصدي للمشكلة. وإن حاولت جهة ذلك ارتفع صوت اصحاب «الحلال» بالشكوى لنوابهم لوقف أي قرار قد يمنعهم من الرعي، أينما شاءوا، بحجة أن هذه تقاليدنا، ولهم دور حيوي في توفير «الأمن الغذائي».
إن المشكلة ثقافية أكثر منها طبيعية. فمن المعيب أن تنقطع الطرق وتعزل مناطق بسبب عجز الجهات الحكومية المعنية عن تطبيق القانون، ولا شيء غير تطبيق القانون.
كما أن هيئة الزراعة معنية بتكثيف التحريج، واستخدام مياه الآبار الجوفية في سقيها والاستفادة من تكنولوجيا الطاقة الشمسية في مكننة عملية الري، وووو وسأتوقف هنا، لأنني اصبحت اشعر بأنني أكلم نفسي، أو أهلوس!