سوق العقار في الكويت مليء بالغرائب والعجائب فمن أسعاره الفلكية التي لا تضاهيها أي أسعار في العالم كله الى الأراضي الفضاء التي يتمسك أصحابها بها ولا يبيعونها على الرغم من وصول أسعارها الى خمسة أو ستة أضعاف سعر شرائها بل وصلت في بعض الحالات إلى عشرة أضعاف.
كذلك من تلك الغرائب وصول سعر بيت شبه هدام في منطقة الفردوس الى قرابة ربع مليون دينار لكن أحد زملاء العمل من إحدى الجنسيات الآسيوية بدد لي جزءا من هذا الاستعراب، فهذا العقار شبه الهدام لو اشتراه أو اداره «نفر فيه مخ زين» حسب تعبير زميلي هذا فإنه بإمكانه توريد إيجار يقارب إيراد عمارة من 4 أدوار.
أكمل صديقي هذا فك هذا اللغز قائلا: هذا البيت بإمكانك تحويله الى 20 غرفة مع أربعة حمامات، «أعزكم الله» ويؤجرها للعزاب، الغرفة بـ 150 وعليك الحساب.
قاطعته من غير المنطقي دفع 150 لغرفة واحدة بينما تستطيع الحصول على شقة صغيرة بـ 200 دينار في الفروانية أو حولي، فرد قائلا بإجابة صدمتني فقال الغرفة الواحدة لا يؤجرها شخص واحد بل في كثير من الأحيان خمسة أشخاص يعني يطلع على الواحد 20 أو أكثر قليلا وهي صفقة أكثر من رابحة لهذا العامل الذي وجد سكنا ومكانا للنوم له في منطقة موقعها الجغرافي أكثر من ممتاز بالنسبة له، فبمجرد خروجه الى الشارع العام الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار حتى تتلقفه باصات النقل العام لتنقله بسعر زهيد إلى أي منطقة في الكويت ليبحث عن رزقه فيها.
ما قاله زميلي هذا وإن كان به بعض المبالغة إلا أن فيه بعض الصحة والدليل على ذلك هو ما تراه حين تقوم بجولة في شوارع الفردوس حيث تقع عيناك على تجمعات كثيرة من الآسيويين داخلين طالعين من بعض البيوت هناك وهو أمر له تداعيات أمنية واجتماعية وصحية خطيرة.
فعلا تغيرت كثيرا تلك المنطقة وخرج كثير من سكانها والسبب الأكبر لذلك هو أنها توزعت قبل أكثر من خمس وثلاثين سنة ومن تسلمها ذلك الوقت إما توفاه الله برحمته أو أنه كبر في السن وخرج ليسكن مع أولاده في بيوتهم الجديدة، طبعا هناك من أهلها من يزال يسكنها، الله يعطيه الصحة وطولة العمر، لكن هذا حال أغلب تلك البيوت في تلك المنطقة الجميلة التي شاخت وحان وقت إحالتها للتقاعد.
الحل الأفضل برأيي هو تثمينها وتوزيع أرضها كقسائم لطالبي الخدمة الإسكانية من الشباب المنتظرين لدورهم الإسكاني بدلا من إرسالهم إلى آخر الدنيا في المطلاع والصبية، طبعا مع زيادة مساحة القسيمة وإعادة تخطيط شوارعها بدلا من وضعها الحالي الذي يعتبر جريمة إسكانية بكل المقاييس.
300 متر وكل عشرين بيت محشورة في زقاق ضيق لا يكفي لسيارتين وإذا صادف ان كانت لدى أحد سكان الحي عزيمة تم إغلاق الشارع بالكامل.
نقطة أخيرة: ما قلته عن الفردوس ينطبق على الرابية والظهر والعيون والكوريات، بل وحتى كيفان مناطق قديمة والشباب منتظرو الخدمة الاسكانية هم أولى بها من سماسرة العقار أو من لديه أموال زائدة يريد استثمارها فيشتري أحد تلك البيوت القديمة فيؤجرها لعزاب أو أحد القنصليات أو الجمعيات الخيرية.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً