نواصل في الحلقة الثانية من مقالنا تعقب أعمال وممارسات داعش، ربما ما يسعنا جميعا لفهم وإدراك الدور المرسوم لهذا التنظيم والأطراف المنشأة له أو الداعمة له.
1- تصب أعمال داعش بصورة واضحة في تحقيق الأميركان لاستراتيجيتهم بإضعاف السنة وتعزيز هيمنة إيرانية شيعية على المنطقة، لزرع أسباب الاقتتال الداخلي وتحقيق تقسيمها، فالمعارك والاعمال الإجرامية لداعش في العراق عززت من هيمنة الحكومة الشيعية في بغداد، وأضعفت وهجّرت السنة! أما ممارسات داعش في سوريا فهي تخلط الأوراق، فداعش يساند النظام من جهة، والنظام يفسح له المجال لاحتلال القرى والمدن بانسحاب مسبق، وأحيانا يتحالف مع النصرة وفي أحيان أخرى يتم الاحتراب بينهما. كل هذا يفسر الترتيب بين الأميركيين والإيرانيين والنظام العراقي والنظام السوري، وداعش!
2- «داعش» يفترض أنه تكوين لمجموعات متناثرة، فإن كان ذلك صحيحا، فإن قدرته على مواجهة جيوش نظامية وقدرته على التحكم بمناطق جغرافية شاسعة مع القدرة على التحكم والاتصال، تدل على مستوى محترف لجيوش نظامية ويبرز دور أميركا في القيادة، بل إن قدرة التواصل بالأقمار الاصطناعية والوسائط الحديثة تدلل على إفساح المجال للاتصال الفضائي لداعش، وهو تتحكم به أميركا، مما يؤكد أن داعش صناعة أميركية. متابعة قراءة لماذا أنشأت أميركا داعش؟ ولماذا تحميه؟ (2/2)
اليوم: 8 يوليو، 2015
هذه أيامك يا عبده
تحل بعد أيام ذكرى مرور 110 سنوات على وفاة المصلح محمد عبده، الفقية المصري الذي ساهم مع جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية مجددة في أواخر القرن 19، بهدف القضاء على ما لحق بالمسلمين من جمود، وإعادة إحياء الأمة لتواكب العصر الحديث.
شارك عبده في ثورة أحمد عرابي، وبعد فشلها، سجن، ثم نفاه الإنكليز إلى بيروت، ومنها سافر إلى باريس ليلتقي هناك بالأفغاني سنة 1884، وليؤسسا جمعية وجريدة «العروة الوثقى».
عفا الخديوي والإنكليز عنه، وعاد الى وطنه من المنفى وعمل في القضاء وأصبح مستشاراً في الاستئناف عام 1891، قبل أن يعين مفتياً للديار المصرية، وبقي في منصبه إلى وفاته بعدها بست سنوات. متابعة قراءة هذه أيامك يا عبده
اليونان دولة عربية
هلا والله باليونانيين، سبعمئة مليون هلا بالإغريقيين، أهل التاريخ، أهل الحضارة التي لم تمت، أهل الفلسفة، أو الهرطقة، كما كان يسميهم أسلافنا في العصور الوسطى.
وبما أن الإغريقيين رفعوا الـ”لا” في وجه شروط الإذلال، كما سماها الحزب اليساري الحاكم، إذن سيخرجون من الاتحاد الأوروبي، وقد يبيتون في العراء، وقد لا يجدون ما يسدون به رمقهم قبل النوم، وقد يبيت أطفالهم بلا حليب، ولا بلي ستيشن، وقد وقد وقد…
لذا أقول لحزبهم الحاكم نيابة عن العربان: ما الذي يغريكم في أوروبا؟ تعالوا عندنا في جامعة الدول العربية، ستجدون حياة أخرى لم تحلموا بها من قبل، ولم تخطر على بالكم حتى في أحلامكم.
متابعة قراءة اليونان دولة عربية
مع سراق الدولة
في السابق كانت نيجيريا تصدر المنتجات الزراعية، فالأمطار وفيرة في ذلك البلد، وكان منتجاً للخيرات، الآن تكاد نيجيريا تستورد كل شيء في زمن الثروة النفطية، هذا ما يسمى “لعنة الثروة”، اللعنة هنا تعني أن تنتج الدولة الثروة الطبيعية مثل النفط، لكن لا توجد المؤسسات الضامنة لحسن استغلالها لمصلحة الشعب، ريع النفط يدخل جيب الحكم قبل أن يضخ للميزانية العامة، ويبدأ توزيع الريع حسب الحلقات التي تدور في فلك النظام الحاكم، السلطة مشكلة من “عرابين” (جمع عراب) مافيات تبتلع الثروة، وتنشر الفساد والظلم، ودائماً يعد الجهاز الأمني مرتعاً لذلك الفساد، “الموتورسيكلات” هي تاكسي لكثير من مناطق نيجيريا، وحتى يثرى رجال البوليس فرضت الشرطة لبس الخوذات على قائدي التاكسي الموتورسيكل وزبائنهم، ليس لسلامتهم وإنما لابتزازهم، فإما المخالفة المالية لعدم لبس الخوذة أو دفع “المعلوم” للشرطة، وهكذا ابتدأت بذور “بوكو حرام” تنمو كرد فعل وانتقام من الجهاز الأمني.
متابعة قراءة مع سراق الدولة
رسالة القلم
إن القلم أداة تعبيرية لما يدور من حوار في وجدان وخلد النفس البشرية حيث يقوم القلم بشرح ما يحتوي علية العقل من مفاهيم وإنطباعات وأراء وإستنتاجات وخبرات ثقافية والرصيد الفكري والأدبي في العقل الإنساني ويقدم كل التصورات النفسية والعاطفية عن حالة المستخدم ويكشف الحقيقة الغامضة في القصد والمضمون وكذلك العكس حين يتجرد الأنسان من الضمير وإن القلم هو اللسان الثاني للإنسان الذي يصل إلي القراء عن طريق المنشورات والصحف المقرؤة ووسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت البديل الجديد في العصر الحديث لنشر العلم والمعرفة ومتابعة التطورات الإقليمية والدولية في ظل ثورة المعلومات والتكلنولوجيا الرقمية حتي أصبحت المعلومة سهلة للجميع للإطلاع عليها دون عنا ولكن علينا أن نتحقق ونبحث عن ما يفيد ثقافتنا الشخصية والأدبية ونيل العلم والمعرفة ونبحث عن الكتاب الحقيقيون ،وللحقيقة ثمن باهض دفعه الكثير من الكتاب فمنهم من قتله قلمه أو وراء القضبان في السجون بالدول القمعية التي تمنع حرية الرأي والتعبير وهي تمارس الأرهاب الفكري علي الكتاب والمبدعين الذين يعارضون سياستهم الأستبدادية وهم بذلك يسعون لترسيخ مفهوم الجهل والتخلف في المجتمعات وفرض إرادتهم والنيل من أصحاب القلم الحر وسلب إرادتهم ومحاربتهم بكل الوسائل وإعطاء الأوامر المباشرة إلي الصحف ووسائل الأعلام المختلفة بعدم النشر ، وأستبعاد كل الأطروحات التوعوية والفكرية والأدبية والتنويرية التي تعمل علي توعية الشعب في حقوقة ومكتسباته الوطنية والدستورية وتكشف الحقيقة وهذا الأمر أوصل كتاب القلم الحر إلي التراجع والأبتعاد والنيل بشرف المهنة حتي يحافظون علي كرامتهم ويحترمون قسم القلم والأمانة التي في أعناقهم !
حتى لا تتحول الى «حساوي» أخرى.. ثمنوا «الفردوس»
سوق العقار في الكويت مليء بالغرائب والعجائب فمن أسعاره الفلكية التي لا تضاهيها أي أسعار في العالم كله الى الأراضي الفضاء التي يتمسك أصحابها بها ولا يبيعونها على الرغم من وصول أسعارها الى خمسة أو ستة أضعاف سعر شرائها بل وصلت في بعض الحالات إلى عشرة أضعاف.
كذلك من تلك الغرائب وصول سعر بيت شبه هدام في منطقة الفردوس الى قرابة ربع مليون دينار لكن أحد زملاء العمل من إحدى الجنسيات الآسيوية بدد لي جزءا من هذا الاستعراب، فهذا العقار شبه الهدام لو اشتراه أو اداره «نفر فيه مخ زين» حسب تعبير زميلي هذا فإنه بإمكانه توريد إيجار يقارب إيراد عمارة من 4 أدوار.
أكمل صديقي هذا فك هذا اللغز قائلا: هذا البيت بإمكانك تحويله الى 20 غرفة مع أربعة حمامات، «أعزكم الله» ويؤجرها للعزاب، الغرفة بـ 150 وعليك الحساب. متابعة قراءة حتى لا تتحول الى «حساوي» أخرى.. ثمنوا «الفردوس»
«عشان ترجع»
حالة الكويت مختلفة، ذكرتها مرارا وأكررها، فقد قامت هذه البلدة الصغيرة على الانفتاح وتعدد الرأي والتنوع، فلم تكن يوما منذ تأسيسها لرأي واحد أو لجماعة واحدة أبدا، بل مجموعات مختلفة تتعايش فيما بينها لتتمكن من النجاة، بدليل أن الكويت وكحالة فريدة من نوعها انتخبت أول حاكم لها قبل أن تنتخب الولايات المتحدة الأميركية أول حاكم لها.
لم يكن لقاطني هذا البلد أي خيار آخر، فمصدر الرزق هو التجارة عبر التنقل واستقبال الشعوب والثقافات الأخرى في الكويت، فكان لابد من الانفتاح والتعاطي مع كل شيء مختلف، وهو ما جعل من الفرد الكويتي أكثر تقبلا للآخر وانفتاحا على العالم.
وبالطبع فإن الاطلاع والانفتاح هو بذرة أساسية للإبداع، فقد كانت النتيجة الحتمية مبدعين كويتيين في مختلف المجالات والأنشطة نستذكر منهم للتدليل فقط لا الحصر: فهد بورسلي، عبدالله فضالة، سامي محمد، محمد الشارخ، فاطمة حسين، ثريا البقصمي، عبدالحسين عبدالرضا، فتحي كميل، حياة الفهد، ليلى العثمان، فيصل الدخيل، ولم يقتصر الإبداع على الأفراد بل على المؤسسات كذلك، كالبنك الوطني وتلفزيون الكويت والخطوط الجوية الكويتية وشركة المشروعات السياحية، وشركة الاتصالات المتنقلة، وملاعب ومراكز رياضية ومسارح ضخمة ومرافق متعددة، تسهم في تعزيز الإبداع، وهذا ما حدث.
إلى أن قررنا في الكويت أن نوقف كل هذا التنوع والتفوق في مختلف المجالات ونكتفي بمجال واحد دون سواه، وهو مجال الدين، بمعنى أنه كان لدينا سلة فواكه تزخر بما لذّ وطاب أفرغناها من كل ما تحتويه واكتفينا بثمرة واحدة وهي الدين، فأوقفنا إنشاء الملاعب وأغلقنا الحدائق العامة وما تحتضنه من فعاليات وأنشطة، وهدمنا مسرح الأندلس الذي أقيمت عليه أروع الحفلات الموسيقية، وحصص الرسم والموسيقى في المدارس أصبحت تسمى "احتياط" أو يستعيرها معلمو اللغة العربية والتربية الإسلامية، ومسرح المدرسة الذي كان يتقد نشاطا صار كافتريا للطلبة.
ولأن الكويتيين مبدعون بالفطرة فقد أبدعوا كذلك في المجال الوحيد المتبقي لديهم، وهو مجال الدين، فقدمنا للعالم رموزا في هذا المجال كخالد المذكور، ومشاري العفاسي، والسميط رحمه الله وغيرهم، إلا أن ضيق المساحة المتاحة للإبداع والمرتكزة على الدين جعلت الباحثين عن النجومية يلجؤون إلى كل ما هو شاذ رغبة في التميز، فطفت على الساحة أمثلة متاجرة بالدين وباحثة عن الفتنة أو مقدمة للدين بشكل سمج.
أما من لا ناقة له ولا جمل في هذا المجال فلا يجد ملاذا سوى انتظار نهاية الأسبوع ليشبع ميوله وأنشطته لدى الجيران خارج الكويت، وعلى صعيد المجالات الأخرى فكان التردي والانحدار هما النتيجة الحتمية لها في ظل غياب الاهتمام، فتكررت نكساتنا الرياضية، وانحدرت الموسيقى والفنون، والأدب صار "قليل أدب".
كانت الكويت كالنهر الجاري الذي يتدفق فيه العطاء من كل جانب، فتحمل تلك المياه الجارية الأوساخ وتلقيها بعيدا، ويتجدد فيها الإبداع بشكل مستمر إلى أن قررنا أن نبني سداً يمنع مياه النهر من التدفق، والنتيجة بركة مياه اختلط فيها الفاسد بالنقي.
لا بد من إعادة كل الثمار إلى سلة الفواكه ليعود فن النفيسي ولعب العنبري وموسيقى غنام الديكان وشعر فايق عبدالجليل ودين علي الجسار، لنعيد كل شيء كما كان عليه كي نعود كما كنا.