هكذا هم الأميركان والأستراليون يا ولدي، كما ذكرت في المقالة السابقة، والأوروبيون أيضاً، لا يرتدون الأعلام فوق ثيابهم كما نفعل نحن، لوهن وطنيتهم، ولا يرددون مثلنا، نحن العربان: “بالروح بالدم نفديك يا فلان بن علان”، لهشاشة ولائهم لزعمائهم، وليس لدى كل شعب منهم إلا نشيد وطني واحد، لضعف جذورهم، بينما أغانينا الوطنية، ولا فخر، أكثر من الأسماك والجراد والنمل مجتمعة.
والأدهى أنهم لا يفاخرون بديمقراطياتهم، وكأنها تخجلهم، وكأنها عار وشنار. بعكسنا نحن، يرتفع صراخنا، يومياً، فخراً بديمقراطياتنا البراقة اللامعة، المخلوطة بالخرطي، والمنقوعة بالزيف النباتي.
حتى في الدين والتدين، يصومون من دون أن يعرف أحد متى بدأ صيامهم ومتى انتهى! من دون أن تتغير برامج تلفزيوناتهم، ومن دون مسلسلات ثرية بالمط والناي والطلاق والشذوذ وشد الشعر والذي منه، وكأنهم يخجلون من صومهم، في حين نملأ نحن الدنيا ضجيجاً وفخراً وبكاء وعويلاً وغذاءً وتخمة وخرابيط فاخرة.
شعوب هشة، هؤلاء الأميركان والأوروبيون والأستراليون… شعوب ركيكة، مفبركة، لا وطنية فيها ولا ولاء ولا تدين… وحدووووه.