يتكون المجتمع من مجموعة من الأفراد المتفاعلين ، و الفرد جزء مهم في المجتمع حيث يؤثر في الظراهر الاجتماعية و النفسية به و يتأثر بها .
لكل فرد احتياجات يسعى إلى اشباعها ، و يتم ذلك عن طريق التفاعل مع الآخرين و إنتاج اتفاقات و توقعات تتحول إلى ظواهر اجتماعية تنتقل من جيل إلى آخر ، حيث أن ذلك الانتقال يعطي تلك الظاهرة صفة الاستمرار ، مثل عادات الخطبة و الزواج ، المناسبات الاسلامية ، القرقيعان ، رأس السنة .. إلخ.
لذلك نرى أن المجتمعات تختلف فيما بينها باختلاف الأفراد و حاجاتهم و انتاجهم بالإضافة إلى العقيدة و العادات و التقاليد ، و ما تم توارثه من ظواهر اجتماعية بقيت راسخة لديهم ، بالتالي فإن الحقيقة الاجتماعية في المجتمع ليست الأفراد، إنما الظواهر الاجتماعية ، فالأفراد يمكن أن يعملوا شيئا جديدا و لكن لوقت قصير ، إلا إذا تمكنوا من إعطائها صفة الاستمرار كما في حال الظواهر الاجتماعية التي تبقى و يتوارثها الأجيال لخضوعها إلى قارمين عادة لا يستطيع الفرد التدخل بها .
لله الحمد في مجتمعاتنا الخليجية توجد ظواهر رائعة ، و مازال الأفراد متمسكين بها ، ورثها لنا آباؤنا و أجدادنا .
لكن .. ماذا سنورث نحن لأبنائنا ؟ هل لدينا الخبرة و القدرة الكافية لإنشاء ظاهرة اجتماعية تجعل أبناءنا يرتقون بمستواهم الاجتماعي و الفكري ؟
أتمنى ألا يكون همنا هو النظر إلى الاختلاف بيننا ، و كيفية إبراز أخطاء بعضنا و عيوبنا ، و أن نكوّن عن أنفسنا نظرة إيجابية نتمكن من خلالها أن نصنع أجيال قادرة على العطاء ، و يكن كل واحد منا كفء لتحمل مسؤولية حماية مجتمعه ، و لن تتم الحماية إلا إذا كنا يدا واحد ، و نغلق جميع أبواب الفتن و رغبات الأعداء .