هذه هي المرة الأولى في تاريخ الكويت التي يقع فيها عمل عنيف يستهدف مواطنين مدنيين في مسجد يصلي فيه أبناء المذهب الجعفري في يوم جمعة رمضاني وفي وقت الصلاة. لقد استهدف التفجير الانتحاري قتل أكبر عدد وإيقاع أكبر ألم كما هدف إلى خلط الأوراق السياسية في الكويت في ظل حالة طائفية محلية وإقليمية تؤثر في الحياة الاجتماعية والسياسية. هذا عمل مدان لأنه يستهدف الأبرياء وفئة من المواطنين في مجتمع لم يعرف إلا القليل من العنف في تاريخه السياسي.
وفي المقابل قتل شاب في مقتبل العمر نفسه، ربما بعد أن وصل إلى نتيجة أنه لم يعد لحياته قيمة، وأن الأفضل له أن يموت موتاً معلناً مع ضحاياه الأبرياء. لا يصل الإنسان بسهولة إلى قرار قتل أبرياء وتحويل جسده إلى متفجرة إلا من وقع تحت تأثير حالة سياسية ونفسية مزمنة في ظل تفكك وتهميش ويأس من الحياة. يقع التطرف في ظل سقوط مرجعيات ونماذج كانت مؤثرة وقيم سياسية قديمة فقدت مكانتها في ظل بروز أفكار تقدم أجوبة قطعية مبسطة للواقع. لقد أصاب انتحاري الكويت مدنيين لا علاقة لهم بالصراع الإيراني – العربي أو الشيعي – السنّي في العراق، فهذا النمط من القتل يعكس بؤس الحالة وأخطارها في الوقت نفسه.
متابعة قراءة انفجار الكويت إنذار لبحث طرق مواجهة الإرهاب