سعيد محمد سعيد

حسرات البحريني… «غير شكل»!

 

حتى حين نتحسر كمواطنين، نجد من يحرمنا حتى من التحسر وينكل بنا حين نتحسر ويتهمنا و(يشحولنا) ويأخذنا يمنةً ويسرة لأننا تحسرنا! دعنا نتحسر من باب التنفيس يا أخي! فالحسرة المقصودة هنا ليست رفضاً لما قسمه الله لنا، ولكن هي رديف لما نحلم به مثل غيرنا.

حينما نتحسر/ نحلم بأن نحظى بالزيادات والأجور التي يحصل عليها أشقاؤنا في دول مجلس التعاون… نتشحول! وحينما نتحسر/ نحلم بالامتيازات والبدلات الاجتماعية التي يحصل عليها الأشقاء لهم ولأبنائهم… أيضاً (نتشحول)!

نتحسر حين يأتي الخبر كالصاعقة: «علاوة الغلاء قد تتوقف! آه واويلاه..»! ونحلم بأن يكبر الراتب الصغير ويكبر ويكبر ويصبح الجيب به منتفخاً من جهة، وخدودنا منتفخة من جهة أخرى لشدة البهجة والسعادة والسرور!

حينما نتحسر/ نحلم بأن يكون لنا كما لأشقائنا من خدمات إسكانية واجتماعية وتعليمية وتسهيلات… أيضاً (نتشحول)! ثم ماذا بعد؟

هل تعلمون من الذي يحرم المواطن من أن يتحسر/ يحلم؟ هو ذلك الذي يؤمن بمقولة «احمدوا ربكم»، ومن لفّ لفه، فبالنسبة له المقارنة بين المواطن البحريني وأشقائه من المواطنين الخليجيين هي مقارنة غير عادلة، بل علينا وعليه أن نقبل بالمقارنة بين البحريني وبين المواطن في زيمبابوي أو غينيا أو بنغلاديش!

ولا ننكر بالطبع أن هناك الكثير من الجهود لتحسين مستوى معيشة المواطن البحريني، لكنها يا جماعة تأخذ أمداً بعيداً مرتبطاً بالعديد من العراقيل كأسعار النفط ومحدودية الموارد المالية وغيرها، فيما نجد في المقابل ديوان الرقابة المالية والإدارية يضج سنوياً بـ (شحولة) ملايين الدنانير التي يمكن أن تصرف على مشاريع التنمية والتطوير وتحسين المعيشة، بدلاً من أن تأخذ طريقها في مسار عبث العابثين بالمال العام وأهل الفساد.

المرهم أو المخدر من قبيل: «الحكومة لن تقصر. الحكومة تسعى دائماً لتحسين مستوى معيشة المواطنين. الحكومة تدرس الكثير من البرامج. هناك تصورات لدى الحكومة لزيادة الرواتب، والحكومة.. والحكومة والحكومة.. وستبقى الحكومة هي الهدف الذي يجب أن يشفي غليلنا، وهي التي يتوجب عليها أن تسمعنا المزيد والمزيد مما نحب ونرضى». أليست هذه العبارات ذات طابع متكرر مسموع حتى من جانب ممثلي الشعب، النواب، منذ العام 2002 حتى اليوم؟

لنصدق مع بعضنا ولنجري مسحاً وطنياً لمعرفة مدى رضا المواطن البحريني عن خطط وبرامج تحسين معيشته؟ هذا إذا استطاع الكلام دون أن (يتشحول) أيضاً!

ما نحبه ونرضاه هو أن نعيش كما يعيش الأشقاء في دول مجلس التعاون. هناك، تنقل الصحف ووسائل الإعلام وكذلك المواقع الإلكترونية، قرارات الزيادات بستين وسبعين وثمانين وتسعين ومئة في المئة، فتفوح من رؤوسنا «دخاخين» لا مثيل لها. لا في زيادة الخمسة عشر في المئة، ولا في غيرها التي لم تصل إلى مستوى الطموح وهي قليلة عموماً.

من سوء الحظ أن التحوّلات المشابهة حولنا في منطقة الخليج متسارعة بصورة أكبر، وإذا ما تجاوزنا جانب اختلاف الإمكانيات والموارد المالية وما إلى ذلك، فإننا لا نستطيع تجاوز موجة الغلاء التي تطحن أولنا وآخرنا في دوران لا يتوقف! وإذا كنا لا ننظر إلى موضوع زيادة الأجور على أنه مطلب لمواجهة غول الغلاء وارتفاع الأسعار وصعوبة تحقيق الحلم في الحصول على مسكن مناسب، فما الذي سينظر إليه المواطن؟

ومن سوء الحظ، أننا لا ننفك ننظر إلى قرارات الزيادات في الأجور التي تصدر في دول الخليج، ونجد أنفسنا «نلطم» ألماً وحسرة، ويجد البعض منا فرصته السانحة للبكاء الحار، ولكننا في كل الحالات سنبقى متطلعين إلى ما يمكن أن يبعث في قلوبنا السرور. ولابد أن يكون لدينا مخططون استراتيجيون يعرفون جيداً ماذا يعني وضع خطط فعالة لتنمية المستوى المعيشي، ليس بالطبع كتلك التي لا تخرج من حدود (مانشيتات الصحف)، بل كتلك التي ينتفخ لها الجيب و… الخدود.

ممن يأتي التقصير؟ طرحت مراراً أن ممثلي الحكومة وممثلي الشعب كلهم مقصرون، لأنه لا يوجد هناك توافق على ما يبدو للتعامل مع مسألة تحسين الأجور على أنها مسألة مرتبطة بالحياة اليومية ولقمة العيش وليست مرتبطة بالرفاهية. وإذا كانت الصحف تمتلئ بالمقالات والأعمدة والكتابات من الصحافيين والقراء أيضاً، فإن ذلك لا يمكن أن يعطي انطباعاً حول صعوبة الوضع، بل صعوبته وحقيقة شدته تظهر من خلال تغطية التزامات آخر الشهر المالية والتي تجعل رب الأسرة في وضعية الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مسلسل «درب الزلق»: «أووول يا حسين يا بن عائول.. أبييييها»… شفتون شلون حسرات البحريني غير شكل؟

جمال خاشقجي

أخي الحوثي: السعودية ثابت… إيران متحول والحكمة يمانية

ستنتصر «عاصفة الحزم» بإذن الله، ذلك أن مطالبها بسيطة وفي سياق أخلاقي مدعوم محلياً وإقليمياً ودولياً، فكل ما تريده هو دعم الشرعية التي يمكن تأسيس يمن المستقبل عليها، وحض الحوثيين على الجلوس على طاولة حوار مع بقية الفصائل اليمنية من دون سلاح يهددون به من يعارضهم.

ليس للسعودية أطماع في اليمن، ولا تنوي إعادة التفاوض على حدوده، وبالتأكيد لا تنوي إرسال «بول بريمر» إلى صنعاء بعد الحرب، ولا تشكيل حكومة فيه أو لجنة لإعادة كتابة دستوره، ذلك أن في اليمن شرعية ومسودة دستور ومخرجات حوار انهمك اليمنيون ومن بينهم «أنصار الله» في الاتفاق عليها حتى استبد الأخير واستخدم الدبابة والقتل والاختطاف أدوات للحوار عوضاً عن الحجة والبيان، وهو ما أدى إلى الحرب الجارية الآن. متابعة قراءة أخي الحوثي: السعودية ثابت… إيران متحول والحكمة يمانية

عبدالوهاب النصف

تنظيم بهدف التكميم

كتبت مقالاً في العاشر من يناير الماضي بعنوان “الحركة الطلابية هامش سياسي”، وذكرت فيه أنه طوال انعزال الحركة الطلابية ممثلة بقوائمها عن التيارات السياسية فهي هامش لن يؤثر على العمل السياسي العام، وذهبت إلى أبعد من هذا وقلت إن صوت الشباب مفقود اليوم ومعدوم على الساحة للسبب نفسه.

الأمر الواقع اليوم هو تقديم نائب اقتراحا بقانون لتنظيم الاتحادات، أو كما يحلو للحركة الطلابية تسميته وبإجماعها “قانون تكميم الأفواه”، بهدف واضح هو استهداف قائمة معينة، وإن كنا نختلف معها إلا أنها جاءت بصندوق انتخاب. متابعة قراءة تنظيم بهدف التكميم

سامي النصف

أهل الغل!

في الستينيات والسبعينيات انتشرت في العالم المنظمات الإرهابية المتطرفة التي تدعي الماركسية كحال «الألوية الحمراء» و«بادر ماينهوف» وغيرهما، كما استسهلت الأنظمة الماركسية في اليمن الجنوبي والصومال سفك الدماء وكتب آنذاك الدكتور والمفكر المغربي المهدي بن عبود «ان الماركسية ليست فكرا ولا فلسفة وانما طبع وخلق وغل مكبوت لنفوس موتورة تطلب الثأر ولا ترتاح إلا للقتل وهي تجد في الماركسية أفضل ذريعة، وان ماركسيي اليوم هم نفس خوارج الأمس وهم نفس القرامطة الذين استعملوا الدين للقتل والتدمير والتخريب، لذا فالنفس الماركسية هي نفس عدمية تبحث لنفسها عن الذرائع للقيام بجرائمها، لذا لا تقتنع بمنطق ولا بعقل ولا بواقع» انتهى.
متابعة قراءة أهل الغل!

عبدالرضا قمبر

السلام .. الكاذب

إذا كان الإقتراض مصدر راحة أو مصدر قلق فهو بالتأكيد ليس معضلة الأفراد والشركات فقط ، بل للدول نصيب الأسد فيه ، وقد يكون أكثر ما يهمنا هو موضوع سقف الدين الأمريكي ، وخطر أن تفقد الولايات المتحدة قدرتها على الإقتراض وتحويل إلتزاماتها ، فأكبر إقتصاد في العالم يرزح تحت وطأة مديوينية ضخمة تفوق (17) تريليون دولار ، وجارته العجوز ليست أفضل منه حالاً ، فأوروبا تكافح لسداد ديونها التي تراكمت لعقود وهددت تماسك الإتحاد والعملة الموحدة ، فحجم الدين العام لمنطقة اليورو مرتفعاً حيث يبلغ (9) تريليون دولار تقريباً ، أي 93% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة .
متابعة قراءة السلام .. الكاذب

أ.د. محمد إبراهيم السقا

الدولار المرتفع يضرب الولايات المتحدة

منذ نحو عام والنمو في الولايات المتحدة يسير على نحو أفضل من اتجاهات النمو لدى شركائها التجاريين، فالنمو في منطقة اليورو يتعثر والمنطقة تدخل نطاق الانكماش السعري، والبنك المركزي الأوروبي يتبنى خططا للتيسير الكمي، ما يوسع الفروق في معدلات الفائدة بين أمريكا ومنطقة اليورو، الأمر الذي يعزز تراجع اليورو في مقابل الدولار. والصين من جانب آخر تفشل في تحقيق مستهدفاتها الخاصة بالنمو فتتبنى مستهدفات أقل عند مستوى 7 في المائة، التي يبدو أيضا أنها على أرض الواقع قد تجد صعوبة في تحقيقها، أكثر من ذلك فإن اليابان مستمرة في تطبيق سياسات التيسير الكمي، وتتراجع معدلات الفائدة فيها على النحو الذي يتسبب في المزيد من الضغوط على العملة الأمريكية نحو الارتفاع، والحال لا يختلف بالنسبة للدول الناشئة في العالم. باختصار الطلب يتزايد على العملة الخضراء وتتراجع أمامها عملات معظم دول العالم، وتتزايد الاتجاهات عالميا نحو الاستثمار بصورة أكبر في السندات الأمريكية، وتحويل رؤوس الأموال إلى أمريكا. متابعة قراءة الدولار المرتفع يضرب الولايات المتحدة

د. حسن عبدالله جوهر

أوباما الطائفي!

الرئيس الأميركي باراك أوباما يقول بالحرف الواحد “إن الخطر الأكبر الذي تواجهه الدول الخليجية العربية السنيّة هو تحديات داخلية وليس خطر التعرض لهجوم إيراني”، ويزيد على وجه التحديد السبب إلى “وجود مواطنين يشعرون بالغربة وشبان غير راضين وشبه عاطلين عن العمل، وأيديولوجية هدامة وإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم”!

متابعة قراءة أوباما الطائفي!

علي محمود خاجه

صوت واحد!!

أستغرب كثيراً من مدى السذاجة لدى بعض نواب مجلس الأمة، فمهما علت درجاتهم العلمية أو خبراتهم الحياتية فإنهم في بعض الأحيان يقدمون اقتراحات ويقرون تشريعات غريبة، وهو أمر غير مرتبط بمجلس بعينه بل يمتد إلى جميع مجالس الأمة. فقد أقدم بعض نواب هذا المجلس على تقديم اقتراح بقانون للاتحادات الطلابية، ومن هؤلاء النواب من يفترض أنهم يفقهون في العمل الطلابي وآلية عمله، وأقصد هنا النائب خليل عبدالله والنائب يوسف الزلزلة. واقتراحهم مليء بالمثالب الدستورية كمنع الطلبة من الحق الدستوري بالتقاضي، وكذلك يفتقد للمنطقية، فهو يحدد سن العضوية بـ٢١ سنة ومدتها ٣ سنوات، بمعنى أن الطالب سيقضي ثلثي مدة عضويته وهو متخرج من الجامعة أصلا. وغير ذلك من أخطاء مضحكة بالقانون المقترح. إلا أن المحور الأساسي للقانون هو تطبيق نظام الصوت الواحد، وهو ما يهدف إليه مقدمو الاقتراح حسب تصريحاتهم، وأنا لا أفهم كيف لتجربة انتخابية (الصوت الواحد) لم يحن الوقت بعد لتقييمها أن تعمم، وإن كان المثال الواضح لها، وأقصد هنا الجمعيات التعاونية، لم يحقق أي نجاح إلى الآن، أما مثال مجلس الأمة فلا يمكن تقييمه في ظل عدم مشاركة عدد من التيارات السياسية. لن أخوض في مسببات تحويل الانتخابات الطلابية للصوت الواحد، ولا في "تبرمج" بعض النواب على أن الصوت الواحد هو الحل لكل مشاكلنا، بل سأتطرق للحالة التي سيُصبِح عليها الوضع الطلابي إن أُقر هذا النظام. حيث سيتعين على المرشح وحيداً أن يقدم نفسه لعشرين ألف طالب في غضون أسبوعين من بدء الدراسة، وأن يجول في أكثر من تسع كليات لا يعرف طلبتها في هذين الأسبوعين، وأن يتحمل تكاليف طباعة مختلف أشكال الإعلانات بمفرده، وإن سلمنا بأن هناك من سيسانده من زملاء الدراسة فإن هذا الأمر سيظلم طلبة الكليات الصغيرة من حيث عدد الطلبة الذين لن يمكنهم إيصال مرشحيهم، وإن أجمع طلبة الكلية عليهم. أما من ناحية الناخبين فلن يتمكنوا من معرفة الأكفأ، وإن سعوا إلى الاستماع لكل المرشحين، وحتى إن اختاروا المرشح الأكفأ فلن يكون هناك مجال لمعرفة الأكفأ بعده لعدم وجود قائمة تسير على خط واضح تتيح لهم اختيار المنهج الذي يريدون. بالمحصلة الصوت الواحد سيؤثر في المرشحين دراسيا، خصوصا أنهم سيسعون إلى إيصال صوتهم المنفرد لعشرين ألف طالب، ولن يتمكنوا من ذلك، أما الناخبون فسيتمترسون خلف انتماءاتهم القبلية والطائفية رغما عنهم لصعوبة معرفة المرشح الأنسب، وستكون النتيجة طائفية وقبلية أكبر. ضمن نطاق التغطية : للأعزاء الطلبة استمروا في حراككم الرافض لهذا القانون الساذج الهزيل إلى أن يسقط هذا المقترح.

د.علي يوسف السند

هشاشة أوضاعنا الداخلية

«إن المصائب يَجْمعنَ المصابينا» شطر بيت لأحمد شوقي يعبر عما هو ثابت ومستقر بين الناس. فمن المعروف أنه في ظل المصائب والظروف الاستثنائية تتوحد الجبهة الداخلية، ويتناسى الناس خلافاتهم، أو يؤجلونها بعض الوقت، إلى أن تستقر الأمور، لكن الأحداث الأخيرة التي عصفت بعالمنا منذ بداية الربيع العربي وإلى يومنا هذا، والتي ألقت بظلالها علينا في الكويت من خلال محطتها الأخيرة في الحرب على الحوثيين، كشفت عن حالة من الهشاشة المجتمعية، والقابلية المفرطة للانقسام الحاد عند أي أزمة، فما أن يستجد أمر حتى ينقسم الناس إلى «فسطاطين»، ويأخذ كل طرف موقعه، ويرسل كل فسطاط إلى الآخر رسائل الإقصاء والتخوين والتهم المعلبة، وتسجيل النقاط على الخصوم، ويتم ذلك بشكل آلي من دون حاجة إلى التفكير في مجريات الأحداث، أو محتوى الخطاب، وعواقبه على البلاد والعباد! متابعة قراءة هشاشة أوضاعنا الداخلية

د. شفيق ناظم الغبرا

حرب اليمن يمكن أن تكون مدخلاً لحل سياسي

تمثل المفاجآت وتيرة الوضع في البلدان العربية، فالتحولات في ظل حدة الزوايا والانحدارات تأخذنا معها في رحلة اكتشاف مليئة بالمصاعب. وضعنا أشبه بمن ركب أمواجاً وسط الحرب العالمية الثانية: حرب تلد أخرى، وانهيار في دولة يقود إلى أخرى، وجزء من الإقليم تتمدد نزاعاته إلى جزء آخر. لهذا فالمشهد العربي كما الخليجي مفتوح على الاحتمالات والسيناريوات. وفي الأسبوعين الأخيرين تحولت دول الخليج العربي بقيادة سعودية نحو الهجوم الإستراتيجي في اليمن. وهذا يعكس مواجهة السياسة الخليجية وعلى الأخص السعودية ووعيها لحجم التحديات المحيطة بها. فالمشهد اليمني كان قد سقط قبل ذلك بشهور في صراع أهلي وفي حركة تحالفات وضعت الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مقعد الاستحواذ على حساب الحكومة اليمنية الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي.
متابعة قراءة حرب اليمن يمكن أن تكون مدخلاً لحل سياسي