في ظل الضبابية السائدة في المنطقة، والشحن الطائفي والعرقي السائد بالاضافة الى صراع محاور المنطقه من اجل الحفاظ على مصالحهم، بات واضحاً للجميع ان القضية الفلسطينية هي الخاسر الاكبر، وهنا لا أتي بجديد فهي كانت دوماً كذلك مع الاسف فصراع المحاور لا يبدو لي ان اسرائيل شريك فيه فهي تقف موقف المتفرج «الباسم» لما يجري في المنطقة، قبل سنوات قليلة كنا نتحدث اننا بحاجه لخطة لعشر سنوات لأعادة الحق المغتصب الفلسطيني بينما اليوم نتحدث اننا بحاجة لعشرة سنوات لأعادة سوريا فقط و٣٠٠ مليار دولار مصاريف مباشرة لأعادة اعمار ما تم تدميره ونصف هذا المبلغ على الاقل مصاريف غير مباشرة متوقعه واليمن والعراق وليبا لا يختلفان كثيراً عن سوريا، فلو تأتي لي بالمراقب الذي تحدث قبل عدة سنوات -قبل الربيع- عن زوال اسرائيل بعد عشرة سنوات من خطة عربية ممنهجة لهذا الهدف، يقول لنا كم نحتاج لأعادة اعمار المنطقه قبل التفكير بزوال اسرائيل واعادة الحق لأصحابه.
اكثر مايؤسفني اليوم، أنّ القضية الفلسطينية اصبحت قضية المتسلقين، الطامعين، بأهداف كثيرة ليس من ضمنها لا من بعيد ولا قريب القضية الفلسطينية، اسرائيل اصبحت الذريعه لأي جماعه ارهابية او طائفية تبرر وجودها بالمنطقة العربية المشتعله بالصراعات كنوع من ردة فعل لأسرائيل وهي ابعد ابعد مايكون عن ذلك.
ويتضح هذا جلياً اليوم، لمن سمع خطاب حسن نصر الله او استنساخه اليمني عبدالملك الحوثي، وحديثهم بتهكم عن التحالف الذي تقوده السعودية باليمن، فالغريب انه كلا الطريفين -وضيف عليهم داعش- يبررون وجودهم بالمنطقة من اجل نصرة القضية الفلسطينية، حزب الله الذي يستنفذ قوته في سوريا وتداعيات ذلك على الشأن اللبناني حيث فشل البرلمان اللبناني مؤخراً وللمره ٢٢ بأختيار رئيس، ناهيك عن انتقال داعش الى لبنان كردة فعل على اعمال حزب الله في سوريا، والانقلابين الحوثيين الذين يقتلون ابناء جلدتهم في اليمن، لا اجد مبرر لهم ولا لحزب الله، فأما انهم اضاعو الخريطة في عصر google map وغيره، او انهم ابعد مايكون عن هذه القضية واستغلوها لكسب التعاطف في سبيل تنفيذ اجندة داعمهم العلني في المنطقة !
اصبحت القضية الفلسطينية قضية العرب لأنها محتله من «غريب» على العرب اين كان فهو غريب سواء كان يهودي اسرائيلي او امريكي او بريطاني او ايراني او هندي يبقى مُحتل، كما انه اي مُحتل لأي قطر عربي يجب ان يتصدى له، سواء الجزر الامارتية الثلاث او دولة بني كعب «اقليم عربستان» في ايران، الذي اهدته بريطانيا لشاه في ايران في العشرينيات من القرن الماضي.
الجرم الاكبر بحق القضية الفلسطينية، هو ان من يدمر العواصم العربية واحدة تلو الاخرى ويتفاخر بتدميرها ويجعلها تنهار كبيت من الورق المقوى امام النار، ويدعم ميلشيات، وينشأ دولاً داخل دول، ويدعم بالبارود الذي لايجلب الا البارود المضاد لا بالاسمنت الذي يبني الجامعات والمدارس والاوطان، مستغلاً الطائفية هو من يتحدث عن القضية الفلسطينية، ويكذب على من تسيرهم عواطفهم انه بسلاحة المطاطي سيحررها، لا يتعجب احد بمزايدتهم على القضية الفلسطينية فهي اشهار افلاس.