الأختيار السياسي – أو الغير سياسي ، هو التعامل مع المجهول ، بمعنى أن أي قرار سياسي يكون تقديراته على الخطه وبناء على شواهد يراها السياسي ويستشعر بالخطر على شرعيته والخطر على شعبه وأمته ، كما يعتقد في نفسه بأنه أهل بتحمل المسئولية فيما “راهن” عليه .
خلال السنوات القليلة الماضية ، ومع ثورات الربيع العربي ، اكتشفنا أن كل الرهانات التي قاموا بها السياسيين في الدول التي مرة عليها هذا الربيع قد فشلت فشلاً ذريعاً ، فمنهم من قتل ومنهم من هرب واختفى .
إن الرهان على الحيوان ، مثل الكلاب أو الخيول ، يختلف تماماً عن الرهان على الشعوب المضطهدة ، خصوصاً العربية ، فالرهان هنا سيخسر بديهياً ، لذا تجد الأجانب لا يراهنون على الشعوب ، بل يراهنون على بقاء هذا السياسي من عدمه ، أو يراهنون بأموالهم على الكلاب والخيول .. مثلاً .
السياسات العربية لا تملك الخبرة الكافية في التعامل مع الرهان الشعبي ، بخلاف الشعوب الأجنبية التي تعلمت كثيراً في حروبها السابقة من الحرب العالمية الأولى إلى الثانية التي ضحوا بها الملايين من شعوبهم إلى أن تثقفوا وتعلموا أن الرهان الرابح هنا دوماً هو رهان الأمة والشعب ، وأما من في السلطة والسياسة فهو الخاسر الأكيد في النهاية .
لذا على الجميع أن يعلم جيداً أننا الرابحون أمام أي قرار أو خيار سياسي قد نتخذه أمام قمع أو ظلم قد يقع علينا ، وأننا بنصرتنا إلى السياسة الحكيمة والعادلة أيضاً نكون قد نجحنا في تحقيق نفس الهدف وهي المساواة والعدالة والقدرة على الأختيار .
كما حصل في مصر ، عندما أختار الشعب رئيسه بإنتخابات حرة نزيهة ومن ثم رأت أنها قد تكون قد أخطأت بهذا الأختيار ، فما كان عليها سوى التضحية مرة أخرى بآلاف من الشباب لتصحيح الوضع السياسي والقرار السلطوي ، الذي كاد أن يدمر الشعب والوطن والأمة العربية .
فالتاريخ القريب وليس بالبعيد ، قد نتعلم منه الكثير والكثير ، بتصحيح أخطاءنا إن أخطأنا ، وأن نساند سياستنا إن كانت قويمة ، ولا نجعل للتاريخ والوقت بتغير وتصحيح ما نريده بالفعل لأبناءنا ولأمتنا .
نتعلم من أخطاء الغير ، ولا نكرر ما أخطأوه .
والله المستعان ..