لو أتيح لشركة أو مؤسسة أن تهيمن دون منافس على آلاف الأمتار بل ملايين الأمتار من الأراضي الحيوية بالدولة (الشواطئ ومراكز تجمع الناس) لتشيّد عليها ما تشاء من حدائق ومدن ترفيهية وصالات لعب وأندية بحرية ومنتزهات لمدة تقارب الأربعين عاما كاملة، على أن يكون تعداد الناس في تلك الدولة يقارب المليون شخص عند بداية الشركة وصولا لأربعة ملايين مواطن ومقيم في يومنا الحالي، فإن أي عاقل سيتوقع أن تكون هذه الشركة من أضخم الشركات في الكويت بل على مستوى المنطقة بأسرها.
فتكلفة تشييد المنشآت منخفضة جدا بحكم أن العقار الذي تشيد عليه منشآت تلك الشركة مجاني تقريبا، والعائد المادي لمرافق تلك الشركة عالٍ جداً بحكم أنه لا يوجد منافس أساسي لها، وهو ما يعني أن كل من يبحث عن الترفيه سيتجه إلى مرافق تلك الشركة، وهو ما يعدّ بمثابة الحلم الذي يصعب الوصول إليه لأي مستثمر، فإن حصل أي مستثمر على تلك الامتيازات فإن ثروته بعد أربعين عاما من هذه التسهيلات بالتأكيد ستتجاوز خانة الملايين، بل مئات الملايين إن لم تكن المليارات من الدنانير، ولكن هذا لم يحدث!!
شركة المشروعات السياحية تأسست في عام 1976 ولها من المرافق كما ورد في موقعها الإلكتروني ما يلي: أبراج الكويت– المدينة الترفيهية– صالة التزلج– مجمع أحواض السباحة– منتزه الخيران– الجزيرة الخضراء– شاطئ المسيلة– شاطئ العقيلة- الواجهة البحرية كاملة– نادي الشعب– نادي رأس الأرض– نادي اليخوت– نادي الفحيحيل– حديقة النافورة– الحديقة السياحية.
يتضح من تلك المرافق الهيمنة شبه الكاملة لشركة المشروعات السياحية على المناطق الساحلية الترفيهية في الكويت، وعلى الرغم من تلك الهيمنة التي تتيح لأقل المستمثرين ذكاءً ثروة طائلة فإن شركة المشروعات السياحية تترنح بل تنهار، فآخر مشروع شيدته المشروعات السياحية حسب ما ورد في موقعها الإلكتروني كان في عام 1988 قبل 27 سنة بالضبط، وآخر تطوير ملحوظ لمرافقها كان ترميم ما دمّره الغزو العراقي، وبالإمكان زيارة ما يسمى بالجزيرة الخضراء لمعرفة حالة المشروعات السياحية وأدائها، وهي بالمناسبة أي الجزيرة الخضراء تعدّ من آخر مشاريع المشروعات السياحية، وعلى الرغم من جمال الفكرة فإن التنفيذ أسوأ من سيئ، فالجزيرة الخضراء كموقع وإطلالة بحرية أجمل بكثير من مقاهي البدع أو أرابيلا، إلا أن من يزورها يعتقد أن الزمن توقف عند الثمانينيات، فلا مقاهي ولا مطاعم، ولا إضاءة ولا استغلال جيداً لمرافق الجزيرة.
شركة المشروعات السياحية دليل واضح على أهمية الخصخصة وضرورتها، فمن يبحث عن المكسب سيطوّر مرافقه بكل تأكيد كي لا تهجر وينساها الزمن، ولنا في المرافق الترفيهية الخاصة ونجاحها خير مثال.
ضمن نطاق التغطية:
حسب موقع ويكيبيديا فإن مجمع الأفنيوز وهو القبلة السياحية الأولى في الكويت حالياً تبلغ المساحة التأجيرية فيه 270 ألف متر مربع فقط، وهو ما يعني أقل من مساحة الكثير من مرافق المشروعات السياحية، وشتان ما بين حيوية الأفنيوز وأداء المشروعات السياحية.
هنا يكمن الفرق بين من يعمل بحثا عن المكسب والربح كالأفنيوز، فهو يحرص على التطوير وتقديم ما تحتاجه الجماهير، ومن يعمل دون هاجس الخسارة ودون أي حافز ما دامت الرواتب مضمونة، فالتطوير ورضا الجمهور لا يهمان طالما الدولة تدفع في كل الأحوال.