يبدو لي أن هناك تدابير مُمنهجة لتدمير الحياة السياسية في الكويت، فبعد أن تَخلّت الحكومة عن أسلوبها القديم في تعطيل العمل بالدستور، وتعليق الحياة البرلمانية بشكل مباشر وصارخ، أصبحت تلجأ إلى إفراغ الحياة السياسية من مضامينها الرئيسية، والمتمثلة في القيم الديموقراطية التي يقوم عليها الحكم الرشيد، من سيادة للقانون، وتحقيق مبدأ المواطنة، وتنظيم العمل السياسي بما يضمن تشكيل كُتل نيابية كبيرة تحقق أغلبية برلمانية، تتيح لها تشكيل حكومة تُمنح الثقة بناء على برنامج عمل تم طرحه في الانتخابات. متابعة قراءة تدمير البيئة السياسية
اليوم: 22 أبريل، 2015
العودة للسرطان
لقي مقال مرض السرطان، الذي كتبته قبل فترة قصيرة، صدى اكثر مما توقعت، ربما لانتشار المرض مؤخرا كثيرا. وطالبني البعض بالكتابة باستفاضة أكثر عنه. متابعة قراءة العودة للسرطان
من الظاهرة.. هو أو من يطبل له؟!
«مسلم البراك يحتاج الآن، في مرحلة النضال السياسي، إلى رؤية جديدة وأسلوب مختلف وشركاء جدد».
توقّفت طويلاً أمام هذه الجملة. فرغم قصرها وقصر نظرها فهي تحتوي على كم هائل من السطحية والسذاجة السياسية التي تميزت بها الساحة الكويتية مع صعود ما يسمى المعارضة. او بالاحرى انقلاب الموالين على انفسهم بعد استنفاد دور الشيخ سعد، الله يرحمه. تسطيح للحقائق وتهميش للاسس لا يمكن اغفاله او غض النظر عنه.
صاحب المقولة ليس معنياً بالكويت الارض، او الكويت الشعب او حتى الكويت الوطن. هو معني فقط بمستقبل ومصير مسلم البراك. مسلم البراك هو نقطة الارتكاز والكويت والكويتيون وربما بقية العالم يدورون حوله. متابعة قراءة من الظاهرة.. هو أو من يطبل له؟!
دكتوراه الانتساب.. وغشّ نائب الأمة
انتشار وتداول خبر ضبط أحد نواب مجلس الأمة، وهو يغش أثناء اختباراته في إحدى الجامعات المصرية في الأسبوعين الماضيين، رغم نفي العضو شخصياً حدوث هذه الواقعة، وإعلان السفارة الكويتية في القاهرة أن قائمة من ضُبطوا بالغش المرسلة من الجامعة تخلو من اسمه، ظاهرة أياً كانت صدقيتها من عدمها، تحتاج إلى التوقف عندها.. فهي وظاهرة تزايد أصحاب المناصب والشخصيات السياسية أو الإعلامية في الحصول على المؤهلات العليا، خصوصاً الدكتوراه في مرحلة يغلب عليها «الشك»، وتحوم حولها «الشبهات»، خصوصاً عند ربطها بالجامعات «المانحة» لتلك الشهادات و«توقيتها» والمرحلة العمرية التي حصل فيها هذا الشخص «بهذا السن» على الدكتوراه، رغم علم الجميع بانشغالاته أو ارتباطاته، وأنه لا يملك وقتاً للدراسة، بل والأهم «همة الدراسة والبحث العلمي»، الذي يحتاج إلى ذهن صافٍ، وتفرغ كامل، وقدرة على البحث والاعتكاف في المكتبات وقراءة الكتب! متابعة قراءة دكتوراه الانتساب.. وغشّ نائب الأمة
«بشخطة» قلم
كان مواطناً، و”بشخطة” قلم منهم (أهل القرار)، أصبح غير مواطن، انتقل من خانة المواطنة وحقوقها المدنية المفترضة إلى خانة اللا مواطن، أصبح وافداً، باتهام أنه كان يحمل التبعية السعودية، وبهذا الوضع الوهمي يتخيل المتعالون المتدثرون بالجناسي الكويتية الذين صنفوا أنفسهم بسخرية الطبقية المتعجرفة بالمواطنين الديلوكس، أن مركزه أفضل من غيره الوافدين، فهو من دول مجلس التعاون… فهو عند الواثقين بثبوت وضعهم وجنسياتهم السامية ليس بحاجة إلى ختم إقامة ولا إلى كفيل ولا إلى غيرهما من دول الوحدة المجلسية في غير قضايا الأمن… ليحمد ربه إذن، هو سعودي، بشخطة قلم منهم تم تقفيزه ونقله من الحالة الكويتية إلى الحالة السعودية، ولو لم تدرِ السعودية بتبعيته لها…! متابعة قراءة «بشخطة» قلم
لذة اليأس
أحياناً أتساءل: عماذا يكتب كتّاب الرأي، المختصون في الشأن المحلي، في الدول المحترمة، كنيوزيلندا وأمثالها، في مقالاتهم الأسبوعية أو الشهرية؟ يعني تعال معي نتخيل، لو أنك كاتب عمود في صحيفة نرويجية، على سبيل المثال والخيال، وأردت أن تشير بإصبعك الكريمة إلى خطأ ما، وتطالب بتصحيحه، فأي خطأ ستشير إليه، وأنت تعلم أن المسؤولين هناك يتسابقون على تطوير البلد وتقويم أي اعوجاج يجدونه، وأن تغريدة واحدة في “تويتر”، كتبها مراهق، أو صورة في “فيسبوك”، وضعتها امرأة وهي ترضع طفلها، ستدفع الحكومة، برئيسها، وأعمامه وأخواله وزوج ابنته، إلى إصدار بيان يعتذر فيه عن الخطأ، ويتعهد بالبدء فوراً بتصحيحه… فإلى أي خطأ ستشير؟ متابعة قراءة لذة اليأس
الموت الصارخ
كلما قرأت اسم أحد المتوفين الذين اختاروا ثرى الكويت ليكون مسكنهم النهائي ترتسم في مخيلتي أيامهم الأولى في أوطانهم الأصلية، وكيف انتهت بهم الأقدار للاستقرار في مكانهم بعيدا وربما بعيدا جداً، من هؤلاء من ارتبط بالكويت عبر الزواج من أحد أبنائها أو بناتها أو عمل فيها وأسس فيها حياة كاملة لا يمكن نقلها، ومنهم من ولد في الكويت وارتبط فيها بروحه وعقله، وقرر العيش فيها حتى النهاية، وأخيراً وليس آخراً هناك من دفن بالكويت مضطرا بسبب حرب اشتعلت في وطنه أو ظروف أمنية صعبة تمنع وصول جثمانه إلى مسقط رأسه. متابعة قراءة الموت الصارخ
حتميّة فلسفة جديدة للدولة العربيّة
يزداد وضع منطقتنا تعقيداً، بسبب حروب جماعية تدمّر البنى التحتية لأوطان بكاملها. فمنذ ثورات الربيع العربي وما لحقها من ثورة مضادة، انكشفت هشاشة الوضع العربي. وقد مثّلت «عاصفة الحزم» نقطة تحوّل في التعامل مع جانب من الحروب الدائرة في المنطقة، بينما مثّل الإعلان عن توقّفها تعبيراً عن أفق قد يسمح بتفادي التورّط في حرب استنزاف مدمّرة تؤدي الى كارثة إنسانية في اليمن.
إن مشكلتنا الأعمق التي تسبّب الحروب الأهلية التي تعاني منها دول عربية عدة، تتلخّص في سياسة الدولة العربية الريعية التي تنتج بطبيعتها التكوينية الأزمات. فالدولة الريعية في منطقتنا، تمتلك شرعية سياسية لأسباب عائلية ووطنية وتاريخية مرتبطة ببيعة ومهارة سياسية وصفات قيادية للمؤسسين. كما وتمتلك الدولة الريعية شرعية، بسبب تأسيسها لمرحلة الاستقلال العربي والتخلّص من السيطرة الأجنبية المباشرة. لكن هذه الدولة عبء على نفسها وتعاني من مشكلات سرطانية تؤثر في توازنها، وتفتح الباب لحروب أهلية ولبروز الدول الفاشلة. متابعة قراءة حتميّة فلسفة جديدة للدولة العربيّة
الحوثيون… «داعش» اليمن
أقرب توصيف للحوثيين، وما يفعلونه في اليمن، هو أنهم نسخة يمنية لـ”داعش” في العراق، وإن اختلفت الأساليب، فمثلما فعل “داعش” في العراق، وقام باحتلال الموصل، معتمدا على التعاون مع فلول “البعث” وضعف النظام الأمني في الموصل، ما أدى إلى استسلام القوات أو هروبها، من دون أي مقاومة تذكر، ثم انطلق من الموصل إلى احتلال الرمادي، فتكريت، حتى اقترب من تهديد بغداد، وأصبح يسيطر على رقعة في العراق أكبر من مساحة سويسرا.
الشيء نفسه تكرر في اليمن، الحوثيون كانت معاقلهم في صعدة، في أقصى الشمال الشرقي من اليمن، وخاضوا فيها 6 حروب مع نظام علي عبدالله صالح في الفترة من 2004 إلى 2010، وكما حال “داعش” في العراق، انطلق الحوثيون من صعدة إلى عمران والجوف، ثم تمددوا إلى الحديدة، ميناء شمال اليمن الرئيسي، ثم إلى صنعاء، وباحتلالها أعلنوا ما سموه ثورة 21 سبتمبر 2014.
وكان تمددهم واحتلالهم هذه المناطق بهذه السرعة وهذه السهولة، محل تساؤل، إلى أن انكشف الأمر، بأن ذلك تم بالتعاون مع علي صالح، الرئيس الذي خلعته ثورة الشعب اليمني عام 2011، والذي ظل مسيطراً على قوى الجيش والحرس الجمهوري وقوى الأمن، من خلال غرس نفوذه طيلة حكمه، عن طريق شراء الولاء، وتعيين الأقارب وتمويل التحالفات، مستخدماً ما جمعه من أموال اليمن طوال 34 عاماً. متابعة قراءة الحوثيون… «داعش» اليمن
حكاية فشل
لو أتيح لشركة أو مؤسسة أن تهيمن دون منافس على آلاف الأمتار بل ملايين الأمتار من الأراضي الحيوية بالدولة (الشواطئ ومراكز تجمع الناس) لتشيّد عليها ما تشاء من حدائق ومدن ترفيهية وصالات لعب وأندية بحرية ومنتزهات لمدة تقارب الأربعين عاما كاملة، على أن يكون تعداد الناس في تلك الدولة يقارب المليون شخص عند بداية الشركة وصولا لأربعة ملايين مواطن ومقيم في يومنا الحالي، فإن أي عاقل سيتوقع أن تكون هذه الشركة من أضخم الشركات في الكويت بل على مستوى المنطقة بأسرها.
فتكلفة تشييد المنشآت منخفضة جدا بحكم أن العقار الذي تشيد عليه منشآت تلك الشركة مجاني تقريبا، والعائد المادي لمرافق تلك الشركة عالٍ جداً بحكم أنه لا يوجد منافس أساسي لها، وهو ما يعني أن كل من يبحث عن الترفيه سيتجه إلى مرافق تلك الشركة، وهو ما يعدّ بمثابة الحلم الذي يصعب الوصول إليه لأي مستثمر، فإن حصل أي مستثمر على تلك الامتيازات فإن ثروته بعد أربعين عاما من هذه التسهيلات بالتأكيد ستتجاوز خانة الملايين، بل مئات الملايين إن لم تكن المليارات من الدنانير، ولكن هذا لم يحدث!!
شركة المشروعات السياحية تأسست في عام 1976 ولها من المرافق كما ورد في موقعها الإلكتروني ما يلي: أبراج الكويت– المدينة الترفيهية– صالة التزلج– مجمع أحواض السباحة– منتزه الخيران– الجزيرة الخضراء– شاطئ المسيلة– شاطئ العقيلة- الواجهة البحرية كاملة– نادي الشعب– نادي رأس الأرض– نادي اليخوت– نادي الفحيحيل– حديقة النافورة– الحديقة السياحية.
يتضح من تلك المرافق الهيمنة شبه الكاملة لشركة المشروعات السياحية على المناطق الساحلية الترفيهية في الكويت، وعلى الرغم من تلك الهيمنة التي تتيح لأقل المستمثرين ذكاءً ثروة طائلة فإن شركة المشروعات السياحية تترنح بل تنهار، فآخر مشروع شيدته المشروعات السياحية حسب ما ورد في موقعها الإلكتروني كان في عام 1988 قبل 27 سنة بالضبط، وآخر تطوير ملحوظ لمرافقها كان ترميم ما دمّره الغزو العراقي، وبالإمكان زيارة ما يسمى بالجزيرة الخضراء لمعرفة حالة المشروعات السياحية وأدائها، وهي بالمناسبة أي الجزيرة الخضراء تعدّ من آخر مشاريع المشروعات السياحية، وعلى الرغم من جمال الفكرة فإن التنفيذ أسوأ من سيئ، فالجزيرة الخضراء كموقع وإطلالة بحرية أجمل بكثير من مقاهي البدع أو أرابيلا، إلا أن من يزورها يعتقد أن الزمن توقف عند الثمانينيات، فلا مقاهي ولا مطاعم، ولا إضاءة ولا استغلال جيداً لمرافق الجزيرة.
شركة المشروعات السياحية دليل واضح على أهمية الخصخصة وضرورتها، فمن يبحث عن المكسب سيطوّر مرافقه بكل تأكيد كي لا تهجر وينساها الزمن، ولنا في المرافق الترفيهية الخاصة ونجاحها خير مثال.
ضمن نطاق التغطية:
حسب موقع ويكيبيديا فإن مجمع الأفنيوز وهو القبلة السياحية الأولى في الكويت حالياً تبلغ المساحة التأجيرية فيه 270 ألف متر مربع فقط، وهو ما يعني أقل من مساحة الكثير من مرافق المشروعات السياحية، وشتان ما بين حيوية الأفنيوز وأداء المشروعات السياحية.
هنا يكمن الفرق بين من يعمل بحثا عن المكسب والربح كالأفنيوز، فهو يحرص على التطوير وتقديم ما تحتاجه الجماهير، ومن يعمل دون هاجس الخسارة ودون أي حافز ما دامت الرواتب مضمونة، فالتطوير ورضا الجمهور لا يهمان طالما الدولة تدفع في كل الأحوال.