بدأ وزراء الحكومة كل على طريقته ايضاح طبيعة المشاكل والمعوقات الحكومية والشعبية التي تواجه كل وزير في عمله، فوزير التربية د.بدر العيسى أوضح طبيعة المشاكل التي يواجهها في وزارته، وكذلك فعلت الدكتورة هند الصبيح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وزير التخطيط، فقد ذكرت في ندوة ادارة الخطة في الاسبوع الماضي: «نجد معظم الموظفين يتذمرون من الوضع والروتين ونحن نسأل الموظف الذي يجلس خلف مكتبه والدكتور الاكاديمي ما الانجاز الذي قدموه؟ وماذا عملنا لهذه الدولة؟ مضيفة: مع الاسف بعض الموظفين لا يداومون ونجدهم يتحلطمون وفي نفس الوقت يتهمون الحكومة بانها عاجزة عن تحقيق التطوير والتنمية.. فهل يعقل ان الدوام ينتهي الساعة الثانية والنصف والموظفون يريدون الخروج الساعة الواحدة والنصف وعندما يساءل يكون الرد لماذا اجلس.. هل هنالك اضافي؟».
وتابعت الصبيح: من غير المعقول ان تخاطب جهات معينة جهات اخرى حول انجاز المشاريع ولا نجد متابعة بل يهمل الخطاب شهرا او شهرين في الادراج وعندما نسأل الجهة الرقابية تكون الاجابة اي جهة نتابع نتعاون معها اما الجهة التي تهمل عملها فلا نسأل عنها (السياسة الخميس 16 ابريل)، نشكر الدكتورة الصبيح على صراحتها وتأكيدها ان حب الوطن لا يكون بالاغاني ورفع الاعلام بل بالعطاء والانجاز وتنمية الكويت وتحقيق العمل الجاد في الجهات الحكومية. السؤال بعد تشخيص المشاكل من قبل الوزراء.. ما العمل وكيف يمكن تحقيق الاصلاح بعيدا عن تكرار عرض المشاكل؟
نقولها بكل صراحة ووضوح كانسان يدرس قضايا التخلف والتنمية في مجتمعات العالم الثالث، ان طريق المجتمع والتطور والحداثة لا يمكن تحقيقها الا من خلال نهضة مجتمعية كاملة ووجود نخبة سياسية واقتصادية تؤمن بالتغيير والنهوض بعيدا عن التمسك بالعادات والقيم البالية.
دول الخليج النفطية تختلف تجربتها التنموية عن بقية دول العالم الثالث، فهذه الدول وعلى رأسها الكويت كانت مجتمعات منتجة وخلاقة ومبدعة في كسب لقمة العيش قبل النفط لان الظروف القاسية فرضت عليهم العمل والانتاج ولا دور للانسان الخامل.
بعد اكتشاف النفط اصبحت الدولة هي التي تهيمن على مصدر النفط وهي التي تقوم بتوزيع الثروة والاهتمام بالمجتمع من خلال مفهوم الدولة الريعية، وهنا اصبحت لدينا دولة قوية تملك كل شيء ومجتمع مهمش لا يملك اي شيء واصبح يعتمد على الدولة في كل شيء.. الدولة في مجتمعات الخليج لا تحتاج الى المجتمع اصلا لانه لا يدفع الضرائب ولا يؤدي الخدمة العسكرية وهنا اصبح مفهوم «المواطنة» ودور المواطن لا معنى له ما دمنا كمجتمع لا دور لنا.. فالعمالة الاجنبية حلت مكان المواطن.
السؤال: ما العمل؟ كيف يمكن رد الاعتبار لمفهوم المواطنة المنتجة والعاملة والفعالة.. كل دول العالم المواطن يدفع الضرائب والرسوم ويؤدي الخدمة العسكرية.. الحلول اقترحها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهي تنويع مصادر الدخل – تشجيع القطاع الخاص – مساهمة المواطن في تنمية بلده ووقف سياسة تدليع المواطن وشراء ذمته من خلال الدولة الريعية.. فمن لا يريد العمل يفصل ولا مكان للكسلان والمتغيب.. خصخصوا بعض مؤسسات الدولة.. وكفانا لفا ودورانا.