إن تطوير إستراتيجية جيدة هو عمل إبداعي ، وفي الغالب يتم إتخاذ القرار تحت مستويات عالية من عدم اليقين ، وتنطوي تلك العملية برمتها على مزيج من التحليل والإجتهاد ، والشعور الداخلي ، ومراعاة الأحوال ، والتجربة والخطأ ، لذلك يجب على الخبير الإستراتيجي الماهر أن يكون مفكراً منظماً ولديه المرونة في نفس الوقت ، وأن يكون مشاركاً بعمق في الوضع الذي يتم تقييمه ، فضلاً عن أن تكون أهدافه نزيهة ، وغالباً ما يوصف هذا المزيج من القدرة بـ “العقلية الإستراتيجية” .
يقول “بروس هندرسون” : إن الخيار النهائي هو دائماً الخيار البديهي .
لذا نجد القرارات العربية كلها قرارات بديهية تعكس مدى جهل الخبراء الإستراتيجيين من حولنا ، ولسوء الحظ ، فإن المفاهيم الإستراتيجية وحدها نادراً ما تقودك إلى الإجابة الصحيحة ، ونادراً ما يكون هناك شخص ما لديه قدر كبير من الخبرة تمكنه من إصدار قرار بمفرده ، فضلاً عن الأفكار والتحيزات التي تقود الخبراء من ذوي الخبرة إلى إتخاذ القرار الخاطيء .
إن التوصل إلى إستراتيجية للتعامل مع الوضع الراهن من الممكن أن يبدوا لك في كثير من الأحيان على أنه أمر غالب ، لكنه في حقيقة الأمر هو ليس سوى جزء من مهمة المخطط الإستراتيجي ، فمن المهم أن تتوقع ما هو غير متوقع وأن تقوم بوضع إستراتيجيتك الخاصة وفقاً لذلك .
بإختصار .. تحت تأثير التنويم المغناطيسي يكون إدراكنا السمعي محدوداً ، تجعل الشخص الواقع تحت التأثير المغناطيسي يعض بأسنانه في تلذذ على ما يظن أنه تفاحه لذيذة وحلوة الطعم ، وهذا ما نحن عليه .. للأسف .
لا نريد من يعارضنا ، لا نريد أن نستيقض من هذا النوم ، ليس لنا الحق بأن نتكلم أو نعارض وحتى أن نستنكر ، على القرارات الإستراتيجية التي تقتل وتدمر أطفالنا ومستقبلهم ، وعلينا أن نكره بعضنا البعض ونكفر أخواننا ونزيد من جراحات وطننا في الوقت الذي نتلذذ في حلاوة التفاحة .
والله المستعان ..