من النادر أن نجد شخصية تجتمع عليها كل فئات الشعب بمختلف اعمارهم و توجهاتهم و أجناسهم ، شخصية أثرت على الجميع في حياتها وافجعتهم بنبأ وفاتها وعملت في جميع الجوانب التي تخدم الدين والوطن ، الا أن شخصية كشخصية سمير سعيد قد حطمت هذه القواعد وجمعت القلوب والعقول وكانت حقاً تستحق لقب «حارس وطن» .
الأسطورة سمير سعيد الذي عرف بالحارس الأمين لمرمى منتخب الكويت الوطني والنادي العربي الرياضي ارتبط اسمه بهما فكلما ذكر المنتخب او النادي العربي لا بد وان يخطر ببالنا اسمه لما كان يحمل من تفاني لرفعتهم ، وارتبط اسمه ايضاً بـ «حارس المرمى» فعندما كنا صغاراً «نحن وغيرنا» واردنا ان نلعب كرة القدم كنا نتسابق لنكون حراساً للمرمى ونكون كالبطل سمير سعيد .
وقد عرف عنه ايضاً بانه التاجر نظيف اليد وذو المساعدات الكبيرة والذي لم يلتجئ له شخص وعاد منه خائباً ، بالإضافة الى علاقاته الإجتماعية المتميزة و التي انتشرت بمختلف مناطق الكويت وخارجها ، وعرف عنه ايضاً كفالته للأيتام ومساعدته الكبيرة للفقراء واهتمامه باخوانه «البدون» الذين كان يحمل همهم ، كل هذا و أكثر كان يقوم به شخصياً اثناء حياته المليئة بالعطاءات ولم يعرف من اعماله الخيرية شيئاً الا بعد رحيله .
وفي تاريخ ١٥ ابريل ٢٠١٢ فجع الجميع بنبأ وفاته بعد دهسه بسيارة في منطقة الشاليهات حيث كان يمارس هواية المشي «كما ذكر» ، فتداع الشعب بمختلف طوائفه للمستشفى ليطمئن على الحارس الأمين الا ان مشيئة الله كانت ان يفارقنا ، فحزن عليه الجميع .
والان ونحن نعيش ذكرى رحيله ونتذكر كيف جمعت محبته السنة والشيعة والحضر والبدو وكل فئات الشعب نتحسر لحالنا لما نراه من فتن تستشري بيننا ، فيخرج لنا كل يوم من يبث سمومه لتفرقتنا والاغلب للاسف ينجرون لها ، فننتقل يومياً من فتنه سياسية الى فته طائفية الى فتنه قبلية و عنصرية وهكذا .
فاليوم نحن لا نفتقد سمير سعيد حارس المرمى فحسب بل نفتقد سمير سعيد حارس الشعب والوطن من الفتن والذي سخر حياته لوحدته وتماسكه فكان رمزاً للمحبة والعطاء والتفاني لخدمة الدين والوطن .