صباح الخير ايها الشرق، صباح الخير ايها السني، صباح الخير ايها الآشوري، صباح الخير ايها العلوي، صباح الخير ايها الكلداني، صباح الخير ايها الأباظي، صباح الخير ايها الزيدي، صباح الخير ايها الاثنا عشري، صباح الخير ايها الكاثوليكي، صباح الخير أيها البروتستانتي، صباح الخير ايها الاسماعيلي، صباح الخير أيها الدرزي، صباح الخير ايها اليهودي، صباح الخير ايا تكون، ولأي مذهب أو دين انتميت!
صباح الخير يا اهل موطني وكل مملكة وجمهورية وإمارة من حولي.
صباح الخير يا اهل النفط ويا أهل الماء والخضرة والوجه الحسن.
صباح الخير يا مهد الديانات والصراعات والقتل والتشريد.
صباح الخير يا منبت العشق ويا ملهمة الشعراء.
أما آن لك يا منطقتي ان ترتاحي، ويرتاح اهلك، والعالم من حولك، من كل هذا الدم والحقد والبغض والحروب والقتل والتشريد؟
أما آن لنا جميعا ان نحظى بقرن، بعقد، بسنة، أو حتى بشهر لا قتل ولا قتال فيه؟
ألم نكتف من إرواء التربة العطشى بدماء بعضنا البعض، بدلا من ريها بالمياه الطيبة؟
ألم تطر مشاعرنا، ألم نشعر بالألم ونحن نضيع، في كل ثانية، أرواح العشرات من فلذات أكبادنا في كل يوم، ونحرق أعز ثرواتنا، في صراعات عبثية؟
ألا يوجد هناك يوم بلا حقد ديني ولا كراهية طائفية؟
صباح الخير يا امتي التعبى، فقد آن لك ان ترتاحي، قبل فنائك الأبدي على ايدي ابنائك، صباح الخير يا جاري، يا صديقي، يا قريبي، ويا ايها الغريب، تعالوا جميعا لنتعانق، قبل ان ينتهي وجودنا جميعا، فليس هناك أمل في أن نترك الأديان والطوائف جانبا، بعد أن تعبنا من قتل ابناء بعضنا البعض من اجلها.
هل سنبقى للأبد جهلة وقتلة ومجرمين، أم أن هناك بصيص أمل؟
إن الدين لله، وقد كلت نفوسنا وجفت عروقنا وشاب شعرنا، ونحن نكرر ذلك صباح مساء، نقوله ونعيد قوله لننساه في اليوم التالي، لنكرر حفلة القتل والذبح.
ولكن، دعونا نحلم، بعد أن لم يتبق لنا شيء غيره، بأن الحدود بيننا قد زالت والعصبيات نسيت، والعقائد وضعت جانبا، وأن لا شيء يدفعنا لقتل صديق أو جار أو زميل أو قريب أو غريب.
تخيل معي وأحلم بعالم ينعم بالمحبة والسلام، وباستثمار خيرات الأرض والتمتع بها، دون حسد ولا حقد ولا كراهية، ونهرع جميعا الى مخادعنا ونحن نشعر بالدفء والشبع، ونصبح ونحن نشعر بالمحبة والأمان.
فهل سيأتي ذلك اليوم؟