اذا سلمنا الآن بان المعارضة الطارئة او الحراك انتهى الى ان يصبح مطية للشيخ احمد الفهد، فان هذا يقود الى النتيجة الحتمية وهي ان «الحراك» انتهى مع بث اعتذار الشيخ احمد الفهد التلفزيوني. وليس هناك افضل من «المؤتمر» التأسيسي لحزب مطير لتأكيد ذلك. فمع ملاحظة ان الحراك بدأ قبليا فان مؤتمر قبيلة مطير الاخير يؤكد ان الحراك انتهى او هو تحول الى تجمع قبلي صرف، اي انتهى قبليا. في تأكيد حاسم على بداياته وجذوره القبلية. عقد مؤتمر قبيلة مطير هو رد فعل واضح على عجز «الحراك» وشهادة اعلان وفاة له.
طبعا هناك ما يمكن تسميته بفلول مدنية للحراك، تتجسد في السيد احمد السعدون ومن يلتف حوله من شباب الحراك. والجدير بالملاحظة هنا ان السيد السعدون حاول في الاشهر الاخيرة، التي سبقت اعتذار الشيخ احمد، ان «يطور» او يجذر طروحات الحراك. لكن حتى الآن فان السعدون لم يفعل سوى ارسال اشارات عابرة وقصيرة. تبقى – رغم اهميتها – غير كافية للتنبؤ بمصير يختلف للحراك عما هو عليه اليوم.
ربما تجدي محاولات السيد احمد السعدون ان استمر على مثابرته في احياء الحراك ورسم خط جديد له. خصوصا ان الكويت هذه الايام، وفي ظل خطر الانخفاض المتواصل في اسعار النفط، بحاجة الى وقفة جادة من كل الاطراف. ومواجهة وطنية مسؤولة للاخطار التي يحملها المستقبل للناس. وللامانة فان الطروحات الاخيرة للسيد احمد السعدون تشير الى انه على الطريق السليم. او ان في امكانه ان يملأ الفراغ السياسي في الكويت الناتج عن عجز الجميع بما في ذلك القوى الوطنية الديموقراطية عن التعامل مع تحديات سلبيات الدولة الريعية والانتكاسات السياسية والاجتماعية التي خلقتها الاطراف المعادية للنظام الديموقراطي او حتى المتعلقة به.
لكن من الواضح ان الحراك، او السيد السعدون نفسه، قد تضرر كثيرا من اعتذار الشيخ احمد ومن انكشاف الطبيعة القبلية للحراك، قد يستطيع السعدون عزل نفسه عن اخطاء وخطايا رفيق الدرب السياسي النائب السابق مسلم البراك. لكن اشك كثيرا في ان الناس سيتقبلون ذلك. وسيبقى السيد السعدون شاء ام ابى رهين الاعتماد على العلاقات القبلية والدينية التي رسمها اثناء زعامته للحراك.