كثير من العادات البشرية تعلمها الإنسان من الحيوانات والدليل على ذلك أن دفن الموتى كان تقليدا لمشهد دفن الغربان بعد اقتتالها وهذا ما أخبرنا به قرآننا في الآية الكريمة، لذلك فإن على كل إنسان أن يتعلم من تلك المخلوقات التي قد تكون أذكى من البشر.
ولنأخذ الجربوع كمثال نتعلم منه درسا في الذكاء، فأغلبكم يعرف الجربوع ويستحقره ولكنكم لا تعلمون أنه من أذكى الحيوانات، فقد كان الجربوع يحفر جحرا له ولأبنائه ولكنه كان يعاني من الثعبان حين يدخل الجحر فيأكل أبناءه في كل مرة.
وبذكاء جربوعنا الفطن قرر أن يكون لجحره أكثر من باب مخفي لا يعرفه أحد غيره ويطلق عليه اسم «منطاقة»، فإذا أحس أن أحد الثعابين يريد الدخول عليه جحره من الباب الرئيسي قام الجربوع بالهروب من خلال الباب السري وكان يضحك ويقول للثعبان «لك الدار ولنا المدار تمغط به يا طويل».
ان لم تكن قصة الجربوع والابواب الخفية التي يهرب منها أو يتفاوض من خلالها مقنعة وواقعية وتتعلمون منها درسا لكم فإنني أعتذر للجربوع عن تشبيهه بمن تعتقدون أنني أقصده في هذا المقال.
أدام الله جرابيعنا البرية من أجل المحافظة على البيئة ولا دامت الجرابيع البشرية التي ستأكلها الثعابين الكبيرة.