في الوقت الذي تتزايد فيه حالة التوتر لدى «إيران التوسعية» وحلفائها وعملائها، أمام حالة الإصرار والقوة التي تمضي بها عمليات «عاصفة الحزم» في اليمن، التي أوقفت مخططاتهم وأحلامهم، وحالت دون محاولتهم الهيمنة على اليمن بعد تسعة أشهر من استعراضهم للقوة في مختلف أنحائه. فإن إيران ومعها «حزب الله» اللبناني لم يتمالكا نفسيهما عن مهاجمة السعودية، وكيل الاتهامات الباطلة لها، والتي بدأها حسن نصرالله وكيل إيران، ولم يفت وقت طويل حتى بدأت التصريحات الاستفزازية، التي تهاجم دول الخليج، تصدر من زعماء النظام الإيراني، التي بدأها وزير الخارجية السيد ظريف، ثم رئيس إيران السيد روحاني، وأخيرا السيد خامئني، وكل التصريحات، برأينا، تدل على الوجه الطائفي لإيران، وخطورة أعمالها التوسعية في المنطقة، وتبرهن على وضعها المكشوف الذي يقوم على الكيل بمكيالين، فهي لم ترف لها عين، ولم تذرف أي دمعة على إجرام النظام السوري في تقتيل شعبه بالبراميل المتفجرة، وتشريده لما يزيد على ثمانية ملايين سوري، ولا عجب في ذلك، فهي شريكة معه في القتل، وفرض نفوذها في سوريا، كما أن إيران لم تبال بالتصفية الطائفية التي تحدث في العراق، بل هي المتصدر والمشارك بكل ذلك، وهي لم تحزن لتعطيل أحوال لبنان على يد «آلتها فيه» نصرالله وحزبه البعيد عن الله.
بل انها لم تكن تبالي بالقتل والقصف والتخريب، الذي يمارسه الحوثيون باليمن، ربما بمساعدتها وتدخلها المباشر وإمدادها لهم بالأسلحة.
لكن بعد أن انقلبت الأمور عليها باليمن، وبدأ العد التنازلي لنفوذها فيه وفي المنطقة، فإن ذلك أفقدها صوابها، وبدأت تتصرف بتوتر واستفزاز، ومن ذلك تصريحاتها العدائية المتلاحقة، ثم إرسالها لقطعتين حربيتين لمضيق باب المندب بمبررات داحضة، وها هم اليوم يتحدثون عن حل سياسي في اليمن بعد أن أجهضوا الحوار والانتقال السلمي للسلطة في اليمن باللجوء إلى الخيار العسكري واحتلال مرافق الدولة وأسلحتها، مما يبرهن على وهن النظام الإيراني، وأن مواجهته خير وسيلة لتعريته ليعرف حجمه، ويقف عند حدوده.
وفي المقابل، نرى حزم وحكمة السعودية ودول الخليج والدول المتحالفة معها، فهي مستمرة في عملياتها، لأن الشرعية معها، ولأن وقف التمدد الإيراني صار ضرورة، ولان إظهار القوة من قبلها يتطلبه التوازن المطلوب، ولأن حلفاءهم يزدادون يوما تلو الآخر، ولأن توجههم لمجلس الأمن لإدانة تسليح الحوثيين وأعمالهم التخريبية لمعاقبتهم وفقا للفصل السابع أمر لا مساومة فيه، ليكون درسا لمن يدعمهم ويمولهم. والمطلوب من دول الخليج أن تلتفت لتنقية جبهاتها الداخلية من المحرضين والمندسين والخلايا النائمة، الذين تنحرف أهواؤهم وولاءاتهم نحو إيران.