عندما يطول أمد أي حرب يزيد منتقدوها، ويستغل ارتكاب الأخطاء فيها وتململ أنصارها من تأخر النصر السريع، وبالنتيجة تتعقد مخارجها السياسية وطرق احتوائها دبلوماسياً، والحرب في اليمن ليست استثناءً من هذه القاعدة التاريخية، فبعد دخول عاصفة الحزم أسبوعها الثالث لا تزال الأوضاع على الأرض غير محسومة، بل يستمر تمدد الحوثيين وحلفائهم في الجنوب ويدخلون في مواجهات جديدة مع تنظيم “القاعدة” في الجزيرة العربية في الحواضن المؤيدة والمتعاطفة مع هذا التيار الديني التكفيري والمتشدد.
بعيداً عن التعاطف السياسي والشحن الطائفي المؤيد والمعارض، وحتى دواعي ومبررات الحرب يجب الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد العسكرية والاستراتيجية لعاصفة الحزم، ومستقبل العمليات العسكرية وتماسك التحالف الإقليمي خلف المملكة العربية السعودية، فبعد أيام قليلة من هذه الحرب تملصت الباكستان من وعودها وتراجعت تركيا عن نبرتها العالية والمتحمسة للحرب، وبدأت مصر بتغليف تمسكها بدعم دول الخليج بالدعوة إلى الحل السياسي، وتبين أن بعض حكومات التحالف العشري، وخصوصا من خارج المنظومة الخليجية، لم يكن لها أي وجود يذكر في العمليات الميدانية من البداية.
متابعة قراءة مع استمرار الحرب في اليمن؟